انفرد الهلال وحيداً في صدارة الدوري بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه في سلم الترتيب مع وجود مباراتين في اليد أمام الشباب والاتحاد.. وهو وضع مريح للفريق الهلالي الذي عاد لموقعه الطبيعي في الوقت المناسب، الصدارة الهلالية تحتاج لمجهود مضاعف من قبل اللاعبين للحفاظ عليها والعودة لمستوياتهم المعهودة في ظل العدد الكبير من اللاعبين الجاهزين وتعرف مدرب الفريق السيد كالديرون على إمكانيات لاعبيه بشكل تدريجي، حيث يقف الوقت وضغط المباريات عائقاً أمام الجهاز الفني للتعرف على كافة لاعبيه وتجريب أكثر من طريقة لعب، فالمعادلة صعبة جداً وسط الموسم حيث الرغبة في عدم التفريط بالنقاط وكذلك أهمية إتاحة الفرصة أمام كافة العناصر المؤهلة للعب وتوظيفهم بشكل جيد وسط الميدان، وشاهدنا كيف أن كالديرون نجح في الشوط الثاني أمام الفتح في قلب المباراة والسيطرة عليها بعد أن اكتشف بنفسه وتعرف على طبيعة أداء لاعبيه بالعودة للعب بمحورين بتقديم الغنام للوسط ونقل الشلهوب للطرف الأيسر والذي كان يبذل جهوداً كبيرة وسط الميدان لكنه في مناطق بعيدة عن المرمى ما قلل من خطورته وقلل الاستفادة من إمكاناته الكبيرة في صناعة اللعب، إضافة إلى نقطة مهمة جداً تتعلق بتوظيف أحمد الفريدي الذي كان كالديرون يشركه في الطرف الأيسر وهو الذي نجح مع كوزمين وجيريتس باللعب في عمق الوسط وخلف المهاجمين كمحور ثان وشاهدنا كيف سيطر الوسط الهلالي على اللقاء الماضي في شوطه الثاني بدخول الفريدي في الوسط، هذه التحركات الفنية والتكتيكية وسط الميدان احتاج كالديرون للوقت للوقوف عليها بنفسه وبالتالي التعرف بشكل أكبر على أداء لاعبيه وطبيعة المهام التي بإمكانهم القيام بها، ولذلك فمع مرور الوقت سيصل كالديرون إلى أفضل الطرق للاستفادة من كافة العناصر سواء الاستفادة من عبدالعزيز الدوسري الذي يعيش حالياً أفضل حالاته الفنية أو اختيار الوقت المناسب لإشراك نامي أساسياً وإتاحة الفرصة للعابد نواف كورقة مهمة في صفوف الفريق، وبالتأكيد فإن الأهم في الوضع الهلالي حالياً هو تجاوز اللاعبين لكل تبعات الخروج الآسيوي والعودة بقوة لصدارة الدوري والتفكير في اللقب بدلاً من الندم على اللبن المسكوب، وهنا أؤكد على الدور الكبير الذي قام به سمو رئيس النادي مع اللاعبين في لقاء الحزم وبعد ذلك في لقاء الفتح، حيث ساهم سموه بشكل مباشر في تحفيز اللاعبين وحثهم على تحسين مستوياتهم ونسيان الماضي وإحياء أمل الصدارة والبطولة في نفوسهم حيث كان للحديث مفعول السحر لدى اللاعبين وأشعل في نفوسهم الحماس والرغبة الكبيرين بالفوز بالتعاون مع الجهازين الفني والإداري للفريق.
باختصار أمام الهلال مشوار طويل وشاق للحفاظ على لقبه ولعل أول العقبات ستكون أمام الفيصلي الخميس القادم وهي المباراة المهمة جداً للحفاظ على صدارة الهلال واستمرار تمسكه بالمقدمة وعدم التنازل عنها بأي حال من الأحوال.
لمسات
عودة ويليهامسون للعزف من جديد نقطة قوة جديدة في الفريق الهلال خلال الفترة القادمة حيث أكد ويلي أنه لاعب كبير تخلص من كل تراكمات بداية الموسم بفضل العمل الكبير الذي قام به مدير عام كرة القدم الهلالية سامي الجابر مع ويلي شخصياً ومع بقية اللاعبين.
الزميل الأستاذ دباس الدوسري رئيس القسم الرياضي في صحيفة شمس كتب مقالاً رائعاً يوم الأحد الماضي حول الإعلام المحيط بالشأن الهلالي يستحق القراءة والتدقيق كورقة عمل تم كشفها أمام الجميع بكل براعة!
في مقال الأسبوع الماضي (الهلال في الاتحاد الآسيوي) كتبت أن الهلال حل ثانياً من حيث الحضور الجماهيري خلف الاستقلال الإيراني صاحب المركز الأول جماهيرياً في دوري أبطال آسيا، هذا الحديث لم أقدمه من عندي وإنما هو ما تم عرضه في ورشة العمل الآسيوية بالأرقام والذي وضع الهلال ثانياً، لكن الزعيم قادر على انتزاع المركز الأول جماهيرياً في النسخة المقبلة بوجود الجماهير الهلالية العريضة ودعمها الكبير بإذن الله.
الفريق الهلالي ونجومه مطلب دائم للإعلام بكافة فئاته حيث يجد الشخص صعوبة كبيرة في تلبية كل المطالب الإعلامية للالتقاء بنجوم الفريق الأزرق وإجراء الحوارات معهم، وهذه معضلة كبيرة تحيط بالفريق الهلالي وحتى الجماهير الزرقاء أو حيث الجميع بطلبات التصوير والالتقاء باللاعبين، ولذلك فإن المباريات المهمة القادمة والنزالات الجماهيرية تحتاج لتركيز كبير من اللاعبين والعاملين في الجهازين الفني والإداري ما يتطلب تفهم الإعلام لذلك حيث لن يستمر هذا الباب مفتوحاً في النزالات القادمة بعد أن دخل الدوري مرحلة حاسمة تحتاج للبعد عن الإعلام والتفرغ للنتائج.
لاعبو الهلال هم الأقل اعتراضاً على التحكيم والأكثر تعرضاً للضرب والإعاقات وتجاهل حمايتهم وفق قانون كرة القدم، ومع ذلك هناك من يعترض على مطالبة الهلاليين بحقوقهم.
