لا أدري أي حق يجعل زعيماً سياسياً لدولة أن يتدخل في شأن داخلي لدولة أخرى؟
ومع أني لم أستغرب والكثيرون مثلي لا يستغربون، قول علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية عن المحكمة الدولية التي شكلت لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، أقول، لا أستغرب ولم يستغرب كثيرون قول خامنئي، بأن المحكمة الدولية، محكمة صورية، وأن قراراتها ملغاة وباطلة، فهو بكل بساطة يحاول أن يحمي جماعته في لبنان الذين يتخوفون من صدور قرار الاتهام الظني في اتجاههم، ومن كثرة تخوفهم أصبح الكثيرون يعتقدون بأنهم فعلاً مرتكبي الجرم، وإلا لماذا كل هذا الخوف؟ وكل هذه الأقوال والأفعال لاعتراض قرار اتهام ستصدره المحكمة، وقرار الاتهام يظل «اتهاماً» قابلاً للطعن والتوضيح وإلغائه إذا قدم المتهمون دلائل وقرائن وبراهين على عدم صحة الاتهام.
إذن لماذا كل هذا الخوف من القرار الظني...؟!!
ثم لماذا كل هذه الهجمات المضادة سواء داخل لبنان أو خارجه؟ فهل يعتقد من يفتعلوا هذه الهجمات أنهم يستطيعون عن طريقهم إلغاء المحكمة أو التأثير على قراراتها...؟
ثم أيضاً لماذا كل هذا الهجوم على المحكمة؟ هل لأن المهاجمين متأكدين من أن الادعاء العام قد توصل إلى جريمتهم، وأن فضيحتهم ستتم عبر هذه المحكمة التي يريدون إلغاءها واغتيال العدالة قبل أن تكشف المجرمين...؟!!
الحملات الشرسة والمنظمة التي قام بها حزب الله في لبنان، والتي يترأسها الآن راعي الحزب ومرشده الأول علي خامنئي، يؤكد بأن حبال الإدانة تقترب من رقاب مرتكبي أكبر جريمة سياسية وأخلاقية ضد إنسان شريف عمل من أجل خير بلاده وكان مسانداً للمقاومة التي يعمل من يقودها وبكل السبل لمنع الكشف عن قتلته.