|
الجزيرة - سعود الشيباني
كشف المطلوب أمنياً جابر جبران علي الفيفي والذي سلم نفسه مؤخراً للسلطات السعودية بعد أن عاد من الانضمام لتنظيم القاعدة في اليمن من خلال لقائه التلفزيوني بالقناة الأولى ببرنامج همومنا قائلاً: إنه خسر وظيفته وهوياته المفضلة في عقده الثاني من العمر، بسبب بعده عن الأهل، حيث لم تسمح له الظروف بإكمال تعليمه الدراسي بعد حصوله على الشهادة الابتدائية ترك الدراسة واتجه بعد ذلك للدراسة في المعهد المهني وبعد حصوله على شهادة منشآت معمارية قام بالتسجيل في الأمن العام قسم السجون في مدينة الطائف حيث مسقط رأسه، مؤكداً أن تواصله مع الأهل والجيران طبيعية ومحفوفة بالاحترام والتقدير بالرغم من أن عمره في ذلك الوقت لم يتجاوز الـ(22) عاماً وهو أصغر الأبناء ومن عائلة مستورة الحالة.
وقال الفيفي: بعد مضي سنة و7 أشهر في العمل بالسجون نقلت في الفترة الأخيرة إلى جدة نفس قسم السجون بجدة بسجن بريمان، مضيفاً أنه كان يحاول التسجيل في النادي الأهلي بحكم هوياته لممارسة الرياضة وحبه للنادي. إلا أن وقت التسجيل وقف عائقاً ضد تحقيق هدفي حيث إن المعسكر مغلق بسبب مشاركة النادي ببطولة وبين الفيفي أن سبب تركه للعمل والعودة للأهل بالطائف هو الابتعاد عن أهله والسكن عزابية مع شخص آخر وتسبب ذلك في تأخره عن العمل لعدم وجوده عند الأهل حيث لا يجد شخص يوقظه من النوم مما جعله عرضة لكثرت الإنذارات والعقوبات في مجال عمله جعله بالنهاية يترك العمل ويعود للأهل بالطائف والبحث عن عمل ثان.
وقال جابر الفيفي: حاولت البحث عن العمل أو أرجع للعمل السابق (السجون) فلم يتحقق ذلك وعدت لاصطحاب أصدقاء بلا عمل وسهر لمدة أربع سنوات، وبعد ذلك حاولت العودة وترك الخروج بدون عمل وقضاء الوقت دون مصلحة، قرار العودة لجادة الحق في البداية الأهل ارتاحوا من رجوعي والتزامي وكانوا يقولون اتركوه على هذا الحال، وخاصة الوالدة التي تردد علي دائماً إذا مت ماذا أقول للناس فلذت كبدي لا يصلي ؟!
وبين الفيفي أن الأمر تحول بعد ذلك لمرحلة صدام، مع الأخوان في البيت في مسألة التلفزيون، وأمور كثيرة أخرى، مشيراً إلى أنه بدأ بتغيير بعض الأمور باليد كتحطيم التلفزيون. وكانت الوالدة دائما تدافع عني، وخاصة بعد مقاطعتي للأصدقاء الأولين، وكان وقتي من المنزل للمسجد واهتم بقراءة الكتب الدينية وحفظ القرآن الكريم.
وقال الفيفي بعد ذلك حرصت على حضور الدروس الدينية في الطائف، وقمت بأعمال الخير وتوزيع أشرطة دينية.وبعد تسعة أشهر تعرفت على بعض الأشخاص في مسجد حينا. وعملوا دورية وطلب أحدهم أن تكون أسبوعية منتظمة واستمعنا لشريط مرئي عن الجهاد في الشيشان ودور خطاب وكان ذلك الشريط يباع في التسجيلات.
بعد ذلك صادفت صديق كنا معاً في الدورة العسكرية قابلته في المسجد، وقد التزم الرجل ووجهت له دعوة الحضور للدورة وبعد المشاهدة قال ما الفائدة تتفرجون فقط لماذا لا تشاركون إخواننا وتخرجون للجهاد معهم. حقيقة ليست عندي هذه الفكرة من قبل بعد ذلك فكرت في الخروج، فحاولت البحث عن شخص لنخرج سوياً بالرغم من عدم معرفتي بمن يسهل علي الخروج.
لكن الشخص الذي خرجت معه تحت التيار الجهادي كان لديه معرفة وعلاقات وكان أكثر ما حركني هو العاطفة وليس العقل.
المقدم: يعني عاطفي طبعاً الجانب العقلي كان بعيد (شويه).
وكنت أسلك وأعمل ما يعمله من شراء مستلزمات بعد أن بعت سيارتي، وكانت وجهتنا في البداية لقطر ثم باكستان، وفعلاً حجزنا، طبعاً له هو صديق ثالث أنا ما أعرفه وبعدين تقابلت معه يوم الرحلة، وكان الهدف هو الوصول لأفغانستان.
حتى قالوا من أفغانستان نستطيع أن ننطلق إلى مناطق جهادية كثيرة -فهمت- فقالوا ننتهي إلى أفغانستان فكانت النتيجة نفس طريق الرحلة يوم حجزنا قطر وبعدين كراتشي وعن طريق التهريب على الحدود وصلنا أفغانستان. وكان في ذلك الوقت لا نعرف تنظيم القاعدة، وليس معروفاً أو معلناً عنه، كان أغلب الذين يدخلون أفغانستان يريدون التدريب أو الالتحاق بطالبان أو الذهاب إلى الشيشان عن طريق أفغانستان، مشيرا إلى أنهم لم يعلموا عن أهدافه وقد أبلغهم بخروجه للمنطقة الشرقية للبحث عن عمل.
وبين الفيفي أن إبقاءه في أفغانستان تسعة أشهر انتهت بأحداث سبتمبر وبعد وقوع الحدث انتقلنا لمنطقة القتال «برغرام» فكان هناك منطقة خط برغرام بين الطلنبة و التحالف الشمالي، فقالوا تعزيز الخطوط يمكن أيش يمكن الأمريكان ممكن يجون، وهذا فاستمريت هناك لين جاء القصف على «كابل»، طبعاً استمر تقريباً شهر وبعدين بدأ القصف على «كابل» وبدأ القصف على نفس المنطقة اللي إحنا فيها واضطرينا الانحياز إلى «تورابورا» بعد ذلك انسحبنا إلى «جلال أباد» وكان أغلب المقاتلين في الخطوط الأمامية هم من السعوديين واليمنيين، باختيارهم وليس إجباري عليهم وكانوا يدارون من طالبان.
تحت الملا محمد عمر، وأيضاً كل منطقة تدار بأمراء عرب، مصريين وجزائريين ويمنيين والسعوديين كانوا مراكز قيادة.
بعد سقوط طالبان انتقلنا إلى «تورا بورا» وجلسنا فيها شهر رمضان كامل، وكان القصف مستمر في المنطقة، وكانوا مركزين عليها أصلاً، وقادة التنظيم موجودين هناك. وانتهاء الطعام نهائياً. وطلبوا أفغانستان منا الخروج حيث خرجنا بعد العيد لباكستان بعد سيرنا على الأقدام لمدة أربعة أيام بالرغم من الظروف الجوية الصعبة للغاية لوجود أمطار وثلوج، بعد أن تركنا أسلحتنا بتوجهات أميرنا في ذلك الوقت، وعددنا (300) شخص من بينهم (50%) سعوديين بهدف العود للوطن هذه كانت نية بعضنا.
وقال الفيفي بعد أن رافقنا شخصاً بهدف إيصالنا لباكستان والخروج بسلام بدأت أمور نشك فيها حيث وضعونا في حوش واحضروا سيارات بهدف نقلنا وبعد ذلك لاحظنا سيارات بعدد كثير جدا وعندما سألنا عنها قال لديهم جنازة، وقالوا سوف نسلمكم لبلادكم ولكن بعض الأشخاص من الجزائر والمغرب رفض ذلك بحجة وجود مشاكل مع أجهزة الأمن في بلادهم ولكن بعد يومين ونحن في الحوش (سجن) وتم نقلنا وعندما عرفنا أنه جيش حدث خلاف وتبادل لإطلاق النار من الجيش الباكستاني. وقتل أشخاص من إطلاق النار والبعض الآخر من انقلاب الباص. وقال: دخلنا معسكر بغرفة ضيقة يوجد بها (100) شخص وكان الشخص ينام وهو جالس. ثم نقلونا لسجن آخر. بالقرب من المطار. بعد ذلك حضر أشخاص غربيون، قالوا هذه الشرطة الدولية وحققوا معنا وجلسنا تقريباً (14 يوماً).بعد ذلك نقلونا للمطار ومعي شخصان بعد أن قيدونا بالسلاسل، وسلمونا للأمريكيين حتى أنهم أحضروا امرأة مترجمة تتحدث اللغة العربية مكسر، وعملوا إجراءات تفتيش دقيقة للغاية ونقلوا بالطائرة حربية ونحن مربطين. ثم نقلونا إلى أفغانستان بقندهار وبعد(14 يوماً) نقلونا إلى غوانتانامو والتي ستكون محور حديثي وحديثك في الحلقة القادمة.