أن يصل الاستهتار واللا مبالاة، أن يستبدل ابنك أو ابنتك بآخر، فهذه كارثة لا يمكن أن تقبل بها الدولة ولا المواطنون ولا إنسان آخر، فهو عمل يمكن أن نصفه بأنعت الأوصاف وتطلق عليه أسوأ ما يمكن أن تتصوره من الكلمات.
كيف لك أن تتصور أن تربي طفلاً أو طفلة ليسا من صلبك..؟!! ما تأثير هذا على الأنساب، وعلى العلاقات الشرعية والروابط الأسرية..؟!! والآن وبعد تكرر حوادث «استبدال» الأطفال المولودين حديثاً في المستشفيات الحكومية، هل تمتنع النساء من الذهاب إلى مستشفيات الولادة..؟!
السهو والإهمال يمكن أن يحصل مرة واحدة، ويمكن أن يعالج ويقضى عليه، أما أن يتكرر الأمر وتتعدد الحالات في جازان وجدة والرياض والدمام، فهذا أمر لا يمكن السكوت عليه، وإلا أصبح ظاهرة.. وظاهرة خطيرة.
آخر حوادث الإهمال والاستهتار التي حصلت للولادات الحديثة ما ذكرته صحيفة «عكاظ» من عمل فريق التسليم في قسم النساء والولادة التابع لمستشفى الملك فهد في جازان، فقد وقع الفريق في خطأ تبديل الأطفال بين أسرتين استمر ثلاث ساعات!
وتذكر الصحيفة نقلاً عن شقيق إحدى السيدتين اللتين ولدتا في المستشفى، بأنها أنجبت أنثى وأنها كانت قد أبلغت ذلك بعد إجراء عمليات التصوير الإشعاعي، وبعد انتهاء عملية الولادة أبلغها فريق التمريض بأن ابنتها في صحة جيدة وتحتاج بعض الوقت في قسم الحضانة، وبعد فترة تسلمت السيدة «المولودة» التي كانت وللمفاجأة مولوداً.. طفلاً، وفي تلك اللحظة بين ذهول وصراخ المرأة، دخلت سيدة أخرى كانت منومة في الغرفة المجاورة، وهي تبكي وتبحث عن طفلها الذي أنجبته للتو.
حدث ارتباك في المستشفى وبعد ثلاث ساعات، وبعد مراجعة الأسوار المعلقة في أرجل وأيادي الطفلة والطفل، اتضح أن المولود الطفل الذي سلم للمرأة الأولى شقيقة راوي الحادثة إنما يعود للمرأة التي كانت تبحث عن ابنها، والتي كانت قد سلمت بالخطأ بنت المرأة الأولى، ليتم إصلاح الخطأ الذي لم ينتظر ولله الحمد 35 عاماً كما كشف قبل أيام عن حوادث استبدال المواليد.