الحقيقة أنني سررت بالاستماع لكلمة وزير البترول والثروة المعدنية معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي التي ألقاها نيابة عنه معالي المستشار في الوزارة الأستاذ عبدالرحمن العبد الكريم في افتتاح الملتقى الثاني لتقنيات النفط والغاز الذي عقد هذا الأسبوع في رحاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران. لخصت هذه الكلمة الإستراتيجية الوطنية النفطية للمملكة العربية السعودية القائمة على مبدأ تلبية الطلب المحلي والعالمي المتنامي على البترول والغاز وذلك من خلال تنفيذ إستراتيجيات تساعد المملكة على نمو احتياطاتها الهيدروكربونية، ورفع وتحسين كفاءة الإنتاج وخفض تكلفة الاستخراج، والمحافظة على البيئة ومراعاة أسس الأمن والسلامة. تشمل هذه الإستراتيجية أيضًا الاهتمام بتقنية الطاقة البديلة للبترول التي قد تلعب دورًا متممًا للبترول والغاز في المستقبل البعيد بما فيها الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة النظيفة.
المُراقب لما يحدث في مملكتنا الغالية في السنوات الماضية في عهد مليكنا الوالد جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله وأعاده للوطن سالمًا ومعافى- يجد أن تنفيذ هذه الإستراتيجيات بدأ بالفعل من خلال القفزات النوعية التي حدثت لهذه الصناعة المتعلقة بإنشاء البنية التحتية للأبحاث والتطوير الداعمة لهذا القطاع الحيوي والإستراتيجي للمملكة العربية السعودية. فجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومراكز الأبحاث التي أنشئت فيها وإنشاء مركز الملك عبد الله للدراسات البترولية وأبحاث الطاقة ومراكز الأبحاث التابعة لشركات البترول الوطنية ومراكز الأبحاث التابعة للجامعات السعودية ومراكز الأبحاث التابعة للشركات الخدمية التي أنشئت مؤخرًا في وادي التقنية التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لخير دليل على الجهود الجبارة التي تقودها وزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة التعليم العالي وشركات البترول الوطنية والخدمية الداعمة لهذه الصناعة.
من المهم هنا ربط مبدأ استقرار أسواق وأسعار النفط في الأسواق العالمية ومبدأ تأمين إمدادات النفط لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة محليًا وعالميًا على المدى البعيد بأهمية البحث العلمي المحلي الداعم لهذه الإستراتيجيات.
كلنا نعلم أن هذه البلاد تحتوي على أكبر احتياطيات بترول في العالم وأن هذه المنطقة سوف تكون مركز إمدادات البترول لجميع دول العالم على المدى البعيد عندما تنضب حقول البترول الواقعة خارجها. سوف نرى إنشاء الله حصاد ونتائج هذه الاستراتيجيات وتأثيرها على الاقتصاد الوطني على المدى البعيد عندما تصبح مملكتنا التي حباها الله بهذه النعم من أهم المُصدرين لتقنية البترول والغاز كما هي من أكبر المصدرين للبترول الخام.
www.saudienergy.net