إلى عبدالعزيز السهلي، ذاتي الأخرى
القصيدة؟!
أن تتأخر عنك قليلاً
كطالبة ثانوية في أول النضج،
بدء الرهاق
لتغزل أحلامها من وجوه الشباب وأعينهم الوقحة
غير (آبهة) بمعلمة الفصل ولا الفصل والأصل والجملة المبرحة
أن تتأخر عنك
فهي كانت تمشّط غرتها العسجدية
ثم تفكر فيك طويلاً
ولم تنم الليلة البارحة
أن تتأخر عني وعنك
أيا صاحبي يا جميل المحيا
يا نبيل السجايا
فهي بيني وبينك لما تزل آنية رائحة
ربما تطرق الباب ليلاً عليك
وأنت لوحدك تسمع سمفونية صارخة
أو تحط على شباك شقتك الفاتحة
وهي تهدل مثل الحمامة
لا مثل قمرية الدوح
لا كاليمامة
ال(عطشانة) النائحة
أو ربما تقتحم الريح مثل الرصاصة أو مثل شيهانة جارحة
أن تتأخر عنك ليس طويلاً
ستأتيك مثل صبا نجد في الليل
أو كنسيم الشمال العليل
أو كالمهاه التي بسهوب فؤادي
أو بسهول فؤادك لاهية سارحة
أو ربما تتدلى
من ثنايا الجدار الرخامي نحو سريرك
كما زهرة الصخر لتملأ (جوّك) بالعطر بل أعذب الرائحة
ربما (تتدلع) أو تتمنّع بالصدّ
والأخذ والرد
والوصل والقطع والمد
فصبراً عليها ستأتي إليك
كما المهرة الجامحة تداعب أعرافها الريح بلا سرجها سابحة!!
لتهدأ إذن قليلاً أيا ناصع القلب
يا ساشع الحب ما أطهرك
ويا من سلكت معي الدرب
عبر الحياة ولم أبصرك
سوى لحظة سانحة
ولكن لما رأيتك كنت تماماً كما منظرك مخبرك يا لها ساعة مفرحة
فها ههي القصيدة جاءت
لكي تخبرك
أنت في الروح ما أكبرك
فهل أنت أنا؟! أم أنا أنت, سؤال به نشترك
قبل أن نمضي إلى الأرض، تمضي بنا إلى أعمق القاع، أقصى الدرك وتنوح على موتنا النائحة
خلني أخبرك
فادنوا قليلاً إليّ
ادنو قليلاً
لكي تتوحد روحاً، لكيما نمزق هذا الشرك اقترب. أقترب.
قبل أن يقرأ الآخرون على (روحنا) الفاتحة.
أشكرك.. أشكرك.