|
الدمام : محمد العبيد - سلمان الشثري - محمد السليمان - سعد العنزي :
انطلقت فعاليات ملتقى الجودة الرابع عشر يوم الثلاثاء الذي تنظمه الشركة السعودية للكهرباء بمدينة الخبر وذلك تحت شعار ( الجودة الشاملة .. واحة إبداع ) والذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقة ، حيث افتتح صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية الملتقى رسمياً والمعرض المصاحب له.
ويهدف الملتقى الذي تنظمه الشركة منذ 16 عاماً إلى تنمية مهارات وقدرات منسوبيها وعرض إبداعاتهم والمساهمة في التعريف بثقافة وتطبيقات الجودة الشاملة وتعزيز أواصر التواصل وتبادل المعلومات لأحدث وأفضل المفاهيم والتطبيقات الحديثة في مجال إدارة الجودة الشاملة، وشهد عرضاً عن برامج وأنشطة الجودة في الشركة.
وأبدى الأمير جلوي فخره بالشباب السعودي العاملين في الشركة قائلاً «إن مما يثلج الصدر والمكسب الحقيقي هو هذه الإبداعات الوطنية التي شاهدتها في معرض واحة إبداع» مضيفاً « وما يبعث على الفخر أن هذه الإنجازات التي تحققها السواعد السعودية تأتي بإمكانات وتجهيزات وطنية أيضاً.
وثمن الرئيس التنفيذي للشركة المهندس علي بن صالح البراك رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية وحضور نائبه، مشيراً إلى أن الشركة قامت بتطبيق الجودة الشاملة عبر منظومة متناسقة من البرامج أطلقنا عليها مسميات خاصة لتعريفها وهي «تحسين» و»تميز» و «إبداع» وهذه البرامج تهدف إلى تمكين وإشراك مواردنا البشرية في تحسين عمليات الشركة والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة للارتقاء بخدماتنا وتلبية متطلبات وتوقعات عملائنا.
وأشار إلى أن الشركة السعودية للكهرباء تحرص على عقد هذا الملتقى سنوياً من أجل تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات مع الشركات والمؤسسات والمتخصصين، للوقوف على المستجدات التي برزت إلى حيز الوجود في إدارة الجودة الشاملة ، مبيناً أن انطلاق الجودة بالشركة بدأ منذ عام 1415ه أي قبل حوالي ست عشرة سنة حيث تم البدء في تشكيل فرق تحسين لافتاً إلى أن عدد فرق التحسين وصل حتى الآن (1640) فريقا شارك فيها حوالي (8200) موظف توصلوا إلى أكثر من (7600) توصية تحسينية. كما بلغ عدد الأفكار الإبداعية المقدمة من خلال برنامج « إبداع « أكثر من (3500) فكرة ساهم في تقديمها حوالي (2600) موظف. وقد ساهمت هذه التوصيات والأفكار في تحسين الخدمات المقدمة لعملائنا وفي الاستخدام الأمثل للموارد وفي تقليص المدة المطلوبة لتنفيذ العمليات المختلفة مما مكن الشركة من تفادي الحاجة لزيادة حجم العمالة بل إلى تحقيق خفض ملموس في عدد القوى العاملة بالرغم من التوسع الكبير في منشآت ومرافق الشركة والازدياد المستمر في عدد عملائها.
المبدعون الثروة الحقيقية
وقال البراك في حديث خص به «الجزيرة» على هامش الحفل إن فكرة برنامج التحسين الذي تقدمه الشركة السعودية للكهرباء بدءاً منذ 15 عاما حينما وجدنا بأن هناك متسعا ومجالا لتحسين الكثير من الأعمال و من خلال الزيارات لشركات أخرى خارج المملكة فوجدنا أن هذه البرامج أصبحت برامج عملية و مفيدة من خلال تحفيز العاملين و بدء البرنامج بفرق محدودة في ذلك الوقت ومع مرور السنين بدأ يتطور البرنامج و ينتشر بين مناطق المملكة و أصبح جزءا من ممارسات الشركة والإدارة في الجودة الشاملة و يعقد الملتقى سنويا من أجل مناقشة كل ما يستجد، بالإضافة إلى ما يتم من خلال فرق العمل و ورش العمل التي تقام خلال عام، و أضاف البراك بأننا من خلال هذا الملتقى لنقدم رسالة للمبدعين من خلال المعرض المصاحب وإنهم ثروة الشركة و رأس مالها الحقيقي حيث إن الشركة مكونة من العاملين فيها فقط و البقية هي معدات باستطاعتك استبدالها و تستهلك من فترة لأخرى و لكن الثروة الحقيقية و رأس المال الحقيقي هو القوى العاملة في الشركة السعودية للكهرباء و هذا ما تحرص الشركة على تطويره والسعي نحو تنمية قدرات الموظف و تحقيق تطلعاته سواء و ظيفية أو غيرها مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك مكاسب حصلت عليها الشركة من خلال التحسينات والمقترحات المقدمة مثل التوفير المادي و تطوير العمل و تحسين في الخدمة المقدمة للمستهلكين وأمور كثيرة إلى جانب تشجيع الأفراد والشباب على عمل التطوير في الشركة، و أكد بأن الإبداع وحدة متكاملة لا تقتصر على جانب معين و المبدع يبدع في عمله وهواياته وحياته و نحن نشجع على الإبداع للعاملين في أي مجال كان و هذا جزء من مسؤوليات الشركة الاجتماعية.
من جانبه أشار المشرف العام على الملتقى مدير إدارة التغيير والتطوير بالشركة السعودية للكهرباء عبدالرحمن العبيد، أنه تمت استضافة 160 متحدثاً من داخل وخارج المملكة لملتقيات الجودة، مشيراً إلى أن ثلث موظفي الشركة الذي يزيد عددهم على 27ألف موظف شاركوا في برامج التحسين. وأن ابتكارات الموظفين وفرت 550 مليون ريال.
وأضاف العبيد أننا في شركة الكهرباء نفخر بأننا ننتهج أسلوباً إدارياً أثبت فعاليته من خلال العمل بروح الفريق الواحد وتمكين الموظفين ورعاية العملاء وتحقيق تطلعاتهم والتركيز على الجودة وذلك بصفة مستمرة في جميع مراحل العمليات.
تكريم 85 موظفاً دراساتهم وفرت عشرات الملايين
و تم تكريم الفرق ضمن برنامج تحسين وعددهم 85 موظفا عملوا على مدى عام كامل بـ 11 دراسة تحسينية وفرت عشرات الملايين بشكل مباشر أو خلال السنوات الماضية وفي تحسين دراسة المسح الضوئي لمستندات ووثائق المساهمين مدير العملية سعد بن مشبب القحطاني و في تحسين تنفيذ مهام المراجعة إلكترونيا ومتابعة تنفيذ التوصيات مدير العملية محمد بن عبدالرحمن الدباغ و في فحص و إصلاح كابلات الجهد المنخفض إبراهيم ناصر الملحم مديرا للعملية و في السلف النثرية أحمد بن عبد الله الملا مديرا للعملية و في تحسين آلية إصدار و تطبيق المعايرات الرقمية ناصر صالح العقيلي مديرا للعملية و في تحسين إجراءات اختبار الحماية للغلاية سامي محمد الطحيني مديرا للعملية و في تحسين إجراءات تطبيق الحوادث خالد محمد الطليحان مديرا للعملية و في تطوير ممارسات مراجعة و تحليل العطاءات علي سالم الغامدي مديرا للعملية و في رفع القدرة الاستيعابية لبرنامج تدريب غير الموظفين سهيل سليمان الحجي مدير للعملية و في تحسين آلية إجراء التحقيقات في المخالفات البسيطة باستخدام البريد الإلكتروني عبدالرحمن سعيد آل حموض و في تحسين أداء مقاولي الصيانة فهد سعيد الأحمري مديرا للعملية .
أما المبدعون ضمن المساهمين في تقديم مقترحاتهم التي وفرت 216 مليون ريال تم اختيار أفضل 10 مقترحات و تعد هذه الاقتراحات خلاصة فكر و جهود لهؤلاء المبدعين خلال عام وهم : كاظم علي الخليفة قسم صيانة المحطات بالمنطقة الشرقية، قدم اقتراحا حول تحصيل مبالغ استهلاك منشآت غير مدرجة في الحسابات الرئيسية و محمد عبد الله بو جبارة و يوسف جاسم البمراك و عبد العزيز السبيعي من شبكة التوزيع الرئيسية في الأحساء قدموا اقتراح فك و تركيب و إجراء الاختبار لوضع حدة المحول للمحطة و عبد العزيز الشنبل و جمعة عباس الحلابي من قسم إدارة المشتريات بالمركز الرئيس وإدارة المواد بالجنوبية قدموا تصميم معادلة لضبط أسعار شراء المحولات والمحطات بعد إصدار أمر الشراء و عبد الله محمد الحربي من إدارة محطات توليد جدة قدم مقترحا حول تعديل نظام ترذيذ الوقود للوحدات الغازية، و سعيد هادي القحطاني و رائد عبد الله الشليل و محمد أحمد العامودي و عبد الله محمد الرميح و عواض محمد الحارثي من إدارة تخطيط المخزون قدموا اقتراحا حول تخفيض مخزون مواد التوزيع و قدم أحمد محمد آل إبراهيم من إدارة المواد بالقطاع الجنوبي مقترحا حول برنامج إصدار تقرير تجميعي لسندات الصرف بالمستودعات و قدم أحمد بن رجب إبراهيم من إدارة تخطيط المخزون مقترحا حول حساب المساحة التخزينية للمواد المخزنة بالمستودع آليا و قدم محمد الشربيني و أمين زيادن و عادل مصطفى أبو سيننه و محمد سعيد جاويد من محطات التوليد بتبوك مقترحا حول إمداد التربينات بالوقود والرجع و التفريغ ومنقيات الوقود بمحطة ضبا و قدم محمد القيسي و عبد الرؤوف الحاج من محطة تبوك مقترحا حول الاستفادة من السكاكين الهوائية المزودة بفيوزات غير قياسية وغالية الثمن بتعديلها لتركيب فيوزات قياسية كما قدم محمد الزاير من إدارة الخدمات الفنية للتوليد مقترحا حول الاختبارات الائتلافية لريشة التوربين.
وكانت الشركة قد نظمت على هامش الملتقى معرضاً لعرض إبداعات واختراعات موظفي الشركة في جميع الجوانب التي تتعلق بمهام الشركة والأخرى التي لها علاقة بمهارات موظفيها. ويتكون المعرض من 36 جناحاً أعدت بطريقة تتناسب وإبداعات المشاركين فيه من حيث تنوع الأفكار والمواد المعروضة.
جلسات الملتقى تشهد حضور 700 مشارك ومحاضر
في يومه الأول
وشهدت الجلسة الأولى من الملتقى التي انطلقت في اليوم الأول الثلاثاء حضور نحو 700 مشارك ومحاضر؛ حيث تم تقديم أربعة أوراق عمل بحثت في سبل تطوير الجودة وزيادة مهارات وكفاءات منسوبي الشركات وتحسين أداء العمل والاتجاهات الحديثة في إدارة الجودة الشاملة وقياس فاعلية التطبيق ومداخل التقويم ومتطلبات نجاح إدارة الجودة الشاملة لتحقيق التميز المؤسسي وتكاملية العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة وبطاقة قياس الأداء المتوازن ومدى تأثيرها على إستراتيجية المؤسسة.
وتناول الرئيس التنفيذي لمعهد هارنغتون الدكتور جيمس هارنغتون في ورقة بعنوان « الدعائم الخمس للتميز المؤسسي « سبل تحسين الأداء مقدما معالجات للتحسين تنطلق من أن نعمل جميعاً على إطلاق الخيال والتفكير في ما هو أبعد من مشكلتنا ومؤكدا على أن التميز التنظيمي هو عملية بناء للمنظمة المتميزة حيث شهدت تفاعلاً من الحضور. كما استعرض الدكتور عصام الرحبي الرئيس التنفيذي لخبراء التطوير للاستشارات من خلال ورقة بعنوان « دور التخطيط التشغيلي في تطبيق إستراتيجية الجودة « مزايا التخطيط التشغيلي لتفعيل إستراتيجية الجودة من عدة متطلبات أبرزها اقتناع ودعم والتزام الإدارة العليا بالتطبيق وتوجيه الأهداف الإستراتيجية لتلبية رغبات واحتياجات المستفيدين على المدى الطويل، ومن جانبه قدم أشرف جمعة مدير مشروع معايير الأداء في الشركة السعودية للكهرباء في ورقة عنونها ب» مشروع معايير الأداء « تجربة تطبيق المشروع في الشركة منذ يناير 2007 متناولاً أهمية المشروع في تحقيق الأهداف الإستراتيجية داعيا الى ضرورة التأكد من فهم الموظف الدقيق لأهداف الأداء وضمان الموضوعية في توجيه الأداء وضمان العدل في التقييم وتوحيد توقعات الموظفين تجاه مستوى التقييم وتيسير مهمة الرئيس في التقييم .
أما ورقة الدكتور هادي التيجاني الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي العالمي للتميز المؤسسي التي جاءت بعنوان « الأصول الفكرية للجودة الشاملة وأثرها في تفعيل الأداء المؤسسي « ، فقد تناولت المبادئ الأساسية لمفهوم التميز ومنها الاهتمام والتصويب نحو النتائج والتركيز على خدمة المتعاملين والقيادة والثبات على الأهداف والإدارة من خلال العمليات والحقائق وتنمية العاملين وإشراكهم والإبداع والابتكار والتحسين المستمر وتطوير الشراكة مفهوماً وممارسة والمسؤولية تجاه المجتمع.
وشهد يوم أمس الأربعاء الجلسة الختامية للملتقى والتي يتم خلالها تقديم 6 أوراق عمل منها ورقة من شركة جنرال إليكتريك عن برنامج الجودة والثقافة وأخرى بعنوان « الطريق إلى بيئة عمل معافاة « يستعرضها الدكتور نشأت نفوري بالمجلس السعودي للجودة ، بينما يقدم الدكتور نبيل بن عبد العزيز الحماد ورقة اختار لها عنوان «صناعة النسور».
المعرض المصاحب للملتقى
ومما يميز الملتقى الرابع عشر وجود معرض (الجودة ... واحة إبداع) المصاحب لهذا الملتقى والذي ينفذ لأول مرة لإبراز إبداعات منسوبي الشركة الذين سيعرضون نماذج من ابتكاراتهم التي لم تكن مقصورةً على أعمال الشركة فقط بل تشتمل على التأليف والابتكار والاختراع والتصوير والفن التشكيلي حيث يضم المعرض 36 جناحاً أعدت بطريقة تتناسب وإبداعات المشاركين فيه من حيث تنوع الأفكار والمواد المعروضة. وأوضح نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة السعودية للكهرباء عبدالسلام اليمني أن برنامج الملتقى يشتمل على العديد من المحاور منها الاتجاهات الحديثة في إدارة الجودة الشاملة وقياس فاعلية التطبيق ومداخل التقويم ومتطلبات نجاح إدارة الجودة الشاملة لتحقيق التميز المؤسسي. وأشار اليمني أن إبراز إبداعات الموظفين التي جاءت في عمليات التوليد وعمليات النقل وعمليات التوزيع والملتقى ساهم في عرض إبداعات في الجوانب التي تتعلق بمهام الشركة والأخرى التي لها علاقة بمهارات موظفيها، حيث أبدع موظفو شركة الكهرباء عبر مشاركتهم في برامج إبداع وتميز وتحسين، وشارك 10800 موظف في هذه البرامج واستطاعوا خلال 15 عاماً مضت توفير 550 مليون ريال بأعمال ابتكارية، تحسينية وتطويرية . وبين اليمني أن مجتمع الشركة السعودية للكهرباء ثري بالمبدعين الذين وجدوا بيئة عمل خصبة وملائمة ومحفزة للتألق والإبداع وقد استطاع العديد منهم التوفير للشركة عن طريق تغيير بعض التقنية 140 مليون ريال في عملية واحدة وعمليات التطوير مستمرة.