كلما قرأت عن برنامج «ساهر» وتطبيقاته الصارمة، تخيلت ما سيكون عليه الأمن المروري بتعود الناس على النظام مستقبلاً، فالتعلم بلا رغبة شاق بلا ريب، غير أن المحصلة النهائية، أنهم سيقولون: «رحم الله من أبكاني فتعلمت..» في مثلٍ دارج تحمل روحه هذا المعنى..
كلما سمعت أنين مخاض امرأة وافدة، ومرتب زوجها لا يحتمل قوائم علاج المصحات الخاصة، وأبواب المصحات الحكومية ليس في نظامها استقبال الوافدات، من غير ذوات التأمين، أشفق عليها، فإما أن تتعرض لمشقة الاستعطاف، والشفاعات، وإما لمذلة الحاجة، والطلب، أو لغلبة الدين...
كلما شاهدت تجمعات الشباب عند مداخل مرافق التوظيف، أو التعليم، أذهب مع أسئلتهم: ما الذي تصنعونه بنا، بقدراتنا، وطاقاتنا، وبياض صفحات ولاداتنا..؟ هل أعددتمونا لنكون مؤهلين للحظة العسرة، في مواجهة أسئلة تقويم، ومقاييس تحصيل لم نهيأ لها كما ينبغي..؟ وأعود أتفاءل بأنهم سيضغطون طويلاً على أطراف عزائمهم، وسيصنعون أنفسهم، وسينهضون بقوة..، فأتفاءل بأجيال قادمة، عضها التحدي من حيث لا يعلم المربون، والمعلمون، والآباء، وكل من بأيديهم مصائر تعليم هؤلاء الشباب، أو توظيفهم فيما بعد.، إذ سنجدهم قادرين على أن يقيموا ما انقض عليهم، في ساعة مواجهة..
كلما توعكتُ قليلاً، شدَّتني قويةً...، قطرةُ حبرٍ في دواتي، على نداء.
فأعتذر عن تأخري عنكم أمس الجمعة.
كلما أصغيت لدعاء يوم الجمعة بعد الصلاة، لإمام المسجد المتاخم لنافذتي، أدركتُ يقينًا، أن هناك من يستلهم في الأرواح عزائمَها، للقرب من الله تعالى، وأن الإيمان المستقر في النفوس، المنبعثَ للصلة بالله، هو الوجاء الذي يعمِّ برحمة الله على الأرض..، وأن الله تعالى لن يخذل الرجاء فيه، بتوفيق الأبناء، وشد عضد الإخوان، وإشاعات البر بالوالدين، وتقوى الله في ذوي الحاجة،..فليكرم الله أئمةً مثله بالثواب، وهو لا يعلمُ.
كلما شكت امرأة إلي َّ وقد ذاب لحم قدميها ذهابًا للمحكمة، وإيابًا منها، فقط لأن زوجها لم يحضر الجلسة، ولأن أحدًا لم يستطع إحضاره، فتؤجل الجلسة وتؤجل، وتمضي بها سنوات، وهي معلقة، حتى بعد كل التحديثات، لآليات «حل الأمور» بأسرع وقت، كلما تساءلت: ما الذي تحتاج إليه لتفعله امرأة عافت الحياة، في ظل ما لا طاقة لها به، وإن رزقت بأولاد، فهل تضار بهم..؟..
كلما شكت واحدة منهن، أيقنت بأن تفعيل الإصلاحات، التي جاءت بها أجندة الجهات المسؤولة عن الأمر، أصبح بالضرورة، واجبًا وملحًا.
كلما ظلت مكاتب المسؤولين، والوظائف المقربة لهم، تنتظر خاصتهم، ومعارفهم، وأصحاب الشفاعة إليهم، كلما بقيت حقوق الخلَّص المجتهدين، المؤهلين من الرجال والنساء لها، مهدرة، بينما أولئك من المسؤولين، مفتوحة صحائفهم للتسجيل...وأظنهم لا يجهلون.
كلما جاءت شكوى عن عدم تمكين الورثة من حقوقهم، كالتي وردت في تعقيب القارئ في مقال يوم الخميس، حيث مرت 45 وأربعون سنة به، ولم توزع تركتهم، أتساءل: إذا كانت جهة المسؤولية عن هذا الأمر معروفة، والقضية مسجلة وثابتة، فإلى من تعود المسؤولية الأكبر في هذا التباطؤ، الذي أخذ نصف قرن من الزمن..؟
ولعل من قرأ تعقيب القارئ من ذوي الشأن، يعيد النظر في الملفات الخبيئة في المحاكم، بما يستدعيه أمر: البراءة من تبعات العقاب.
كلما ختمت بآخر حرف في المقال، أزجي دعواتي، وأمنياتي وشكري، لقارئاتي العزيزات، ولقرائي الأعزاء.