تكررت مؤخراً أحداث الفوضى التي يتسبب بها فتيان أو فتيات دور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية. وتختلف الأسباب المؤدية لهذه الفوضى، إلا أنها في النهاية ستصب في إطار عدم رضى هؤلاء الفتيان والفتيات عن الخدمة المقدمة لهم.
لنأخذ ما جرى في قرية الأيتام بالمدينة المنورة، حيث احتجزت الفتيات المديرة والأخصائيات وأحدثن شغباً هائلاً، تطلب تدخل ست جهات حكومية و40 عنصر أمن، بهدف احتواء الشغب. ولو تأملنا في الأسباب، لوجدنا أن الأمر كله عبارة عن محاولة للفت الأنظار لما يجري داخل الدار. ولو أن الأمور جيدة والخدمات مرضية، لما اضطرت الفتيات إلى مثل هذه الأعمال المستنكرة على الشباب، فكيف على البنات؟!
لن يرضى أي عاقل أو أية عاقلة حدوث مثل الأعمال، مهما كان تقصير الدار في خدماتها، وفي نفس الوقت لن نرضى جميعاً أن يستمر مسلسل التقصير في دور الإيواء، دون أن تتحرك الوزارة لإيقافه ولإيجاد آليات جديدة، ترفع من مستوى كل ما يقدم لهذه الفئة المغلوب على أمرها. يعني، معقول الوزارة لا تعرف ما يدور في مؤسساتها الإيوائية ليلاً أو نهاراً؟! معقول، لا أحد يخبرها عن السلبيات والخدمات القاصرة فيها؟!