في الأيام القليلة الماضية حضرت مناسبة جميلة حول الإعاقة وتحدياتها، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة، وقد أقيمت في إذاعة الرياض وبرعاية كريمة من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وحضور كل من وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، ومدير عام مكتب وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إبراهيم المسلم، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون الإذاعة الأستاذ إبراهيم بن أحمد الصقعوب، وبإشراف ومتابعة من مدير عام الإذاعة الأستاذ سعد بن محمد الجريس، وقد أحيى هذه الأمسية كل من الدكتور ناصر الموسى مستشار وزارة التربية والتعليم، والدكتور مازن الخياط عضو مجلس الشورى، والأستاذ طامي المطيري، والأستاذ فاروق الزومان متسلق قمة جبل ايفرست، وهو أول سعودي يضع علم المملكة المرفرف براية التوحيد على قمة ذلك الجبل، والأستاذ يوسف الصالح مرشد الإدمان، والأستاذة نداء القصيبي رائدة دمج الكفيفات بمحو الأمية، والأستاذة منيرة الشدي سيدة أعمال ومحاور اللقاء الأستاذ خالد مدخلي، وتقديم الأستاذ يحيى الصلهبي، وكانت الفعالية تحمل شعار: (حس فيني)، وإن كانت هذه الكلمة قد توحي لك بالكثير من الأفكار، إما الشفقة... أو العجز... أو لفت الانتباه، ولكن المقصود منها في كل الأحوال: افهموني وماذا أريد!! وكان ذلك هو الهدف من إقامة هذا النشاط المنبري الذي قامت به مجموعة إحساس التطوعية في هذا اليوم وهو إظهار الوجه الآخر للإحساس وهو الانتماء والمشاركة، وقد استطاعت مجموعة إحساس التطوعية أن توصل رسالتها في أن تغير من مفهوم الإعاقة، وتبين للمجتمع ولذوي التحديات الخاصة تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين أن الإعاقة إعاقة الإنسان لنفسه، وأن للرغبة الصادقة لمواصلة المشوار، ومبادرة الإذاعة في دعم الأعمال التطوعية الواضحة والهادفة المنظمة التي تقدم الكثير لهذا الوطن المعطاء وأبناءه، وتأدية الرسالة الإعلامية تجاه المجتمع، وإدراك الإحساس الحقيقي بالآخرين من خلال مشاركة ذوي التحديات الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة وبطريقتهم الخاصة كان له أكبر الأثر في أن تكون تلك الليلة من أجمل الليالي.
ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن هذه الشريحة الغالية على قلوبنا هي من أهم من يقدم لها الدعم اللوجستي والبدني والمالي، فهذه الفئة التي ملأت قلوبنا بالحب تعد من أنشط وأفضل شرائح المجتمع، ولا أقول ذلك مجاملة أو محاباة، ولكن أعمالهم شاهدة على ذلك، فقد برعوا في أداء أعمالهم بدقة متناهية، وحضور دائم، كما أبدعوا في جميع ما يستطيعون القيام به لدرجة أنهم في كثير من الأحيان يتفوقون على الأصحاء، وبذلك نجد أن الإعاقة لم تقف حائلاً دون تحقيقهم لذواتهم وتغلبهم على إعاقتهم الجسدية!!، فقد أثبتوا جدارتهم في العديد من المجالات، حتى في الرياضة، وحصلوا على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية!! فكم من الأصحاء المعاقين فكرياً، وكم منهم المعاقين نفسياً.. وسلوكياً.. الخ ذلك من الأوصاف التي لا أود التطرق لها خوفاً من أن تمل أيها القارئ الكريم!!
وكان لي وقفة مع صاحب فكرة هذه المجموعة التطوعية الأستاذ سامي بن أحمد الغامدي فهو من حاول جاهداً في أن يبذل كل ما يستطيع، ويسخر جميع إمكانياته لخدمة مملكة الإنسانية وأبنائها فهو رجل ثري بالعطاء، ويتطلع مع مجموعة من الإخوة المتطوعين إلى تقديم المزيد من العطاء في أرض العطاء وبقلوب يملؤها الإحساس تجاه الآخرين.
ولا أخفيكم بأن هذا الرجل كان صاحب المبادرة لي بالدعوة في أن أنظم لهذه المجموعة التي آلت على نفسها أن تبذل قصارى جهدها لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإن كنت أسميهم ذوي التحديات!! إلا أنني قد قبلت هذه الدعوة وأصبحت وقتها عضوا عسى أن يكون فاعلا بإذن الله، ودمتم أحبتي بكل خير ومحبة.