ربما يكون مفهوم الإدارة الراكدة به بعض الغرابة - حيث إن المصطلحات الإدارية تتراوح بين الإدارة بالأهداف، وإدارة الأزمات ، وإدارة التغيير -ولكن مفهوم الإدارة الراكدة ليس نوعاً أو اتجاهاً إداريا جديداً ولكنه صفة لكل الإدارات التي تقف مشدوهة بلا حراك أمام التغيرات الجذرية والسريعة والمستمرة التي يعيشها عالم الأعمال السعودي، والتي تفرض واقعا جديدا يهدم مبادئ سادت واعتقدها واعتنقها كثير من المديرين ، فنحن نعيش عصراً يصفه أحد العاملين بمجال ال I T «بأنه عصر يتغير بسرعة الوقت المستغرق في أخذ إحدى اللقطات الفوتوغرافية»، ويلاحظ أن هذا التغيير يشمل كل جزء من أجزاء الحياة ويسير في كل الاتجاهات، وذا تأثير عميق، حيث إن أسهم التغيير تسير في كل الاتجاهات كما نرى :

شهادات دولية ISO ثورة الاتصالات، تداخل الثقافات، انتشار النظم الديمقراطية، التحول للخصخصة، التوجه بالمستقبل والاهتمام بالعميل ثورة علمية، الصحوة الدينية، تطبيق بنود حقوق الإنسان تكتلات اقتصادية، تصاعد أهمية العنصر البشري في عالم بلا وظائف، وتغيرات حادة في سوق العمل، انتشار التقنية الحديثة الاهتمام بالبيئة، التعددية الحزبية، تحرير التجارة ومرونة تحول الأموال (1).

وفي ظل هذه التغيرات ماتحتاجه الادارة الراكدة هو تطوير القيادات الادارية ذات الفكر الاستراتيجي لأن نجاحها في تحقيق اهدافها والمضي بعملية التغيير يتوقف بدرجة كبيرة على النضج والحدس والتفكير والابداع والابتكار والمبادرة الادارية السليمة(2) .

ويعتبر مما يلي من أهم عناصر الفكر الإستراتيجي الصحيح الذي يمكن للقيادات الادارية تطويره (2):

* تطوير الفكر الإداري في التخطيط والقيادة والجودة وما يتعلق بالمنافسة.

* المشاركة في بناء الاقتصاد السعودي بتوظيف السعوديين وتأهيلهم , فهي سياسة إستراتيجية ذات جوانب اقتصادية

واجتماعية.

* تطوير ثقافة التخطيط الاستراتيجي لنمو الشركات بدلا من التركيز على سياسة الربح في المدى القصير .

* تشجيع الموظفين على الابتكار والابداع من منطلق المشاركة وليس العزلة بين الادارة والموظفين , ففي ذلك تطوير حقيقي للموارد البشرية السعودية .

بدلا من خلق الحواجز النفسية بينهم وبين الإدارةEmployee-Oriented* تبني الفكر الانساني في التعامل مع الموظفين.

* تبني إستراتيجيات العولمة في النمو من حيث الجودة وإقتصادات الحجوم لزيادة حصة الشركات السعودية في الأسواق المحلية والعالمية معا».

* تطوير النظرة للتدريب كعملية إستراتيجية مستمرة لتطوير الموارد البشرية السعودية.

*تطوير التخطيط الإستراتيجي للمورد البشري من حيث التوظيف والأداء والإحلال والاستقطاب والتعويض والمكافأة.

ويساعد العمل على تطوير عمليات لإدارة وتنمية المواهب الإدارية القيادية على توفير القادة المستقبليين اللازمين.

(Benchmarking) وبإمكان القادة ان يسهلوا عملية التغيير باستخدام القياس المقارن عن طريق تحديد نقاط القوة في الادارة وتطويرها إضافة الى نقاط الضعف وذلك بغية تحويلها الى فرص مناسبة لإجراء التحسينات اللازمة وأخيرا فعلى القيادي الاداري ممن اعتنق التطوير لفكره ان يلتزم التفكير في وضعه الحالي بهدف التطوير، وأن يتحرر من أي مخاوف لخطى التغيير ويبتعد بذلك عن الادارة الراكدة......

المراجع:

(1)بعيدا» عن الإدارة الراكدة, ياسر فاروق , المكتبة العربية الالكترونية,2006)

(2)ورقة عمل: تطوير الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية:نظرة نحو المنافسة العالمية لشركاتنا الوطنية , د. عبد الوهاب بن سعيد القحطاني, الملتقى الرابع لتطوير الموارد البشرية,2002 ).

ماجستير إدارة أعمال- جامعة القصيم