إنشاء مجلس تنسيقي لمتابعة أوضاع السعوديين في البحرين إجراء، أو لنقل خطوة فرضها التدفق الهائل للمواطنين السعوديين إلى مملكة البحرين الذي تذكر الإحصاءات بأنهم يصلون إلى 30 ألف زائر يومياً، ويرتفع هذا الرقم إلى 60 ألف مواطن سعودي في الإجازة الأسبوعية مما يشكل حوالي 11 مليون زائر سعودي في العام الواحد!
أرقام مهولة وكأنها تشير إلى هجرة وقتية لعدة ساعات أو ليوم ثم العودة إلى الوطن!
ظاهرة ربما لا يجارينا فيها أحد، ولكن نشاهدها ويتعايش معها إخواننا البحرينيون كل يوم، وهو ما عجل بفكرة إنشاء مجلس تنسيقي لمتابعة أوضاع السعوديين في مملكة البحرين، وكون المجلس يضم السفارة السعودية في المنامة وممثلين عن وزارتي الخارجية والداخلية البحرينيتين، فإننا نأمل خيراً من هذا المجلس الذي حتماً سيعالج الكثير من القضايا والإشكالات التي لا بد وأن يفرزها تواجد أكثر من 30 ألف سعودي في يوم واحد، يتضاعفون في نهاية الأسبوع، وهي إشكالات لا بد وأن يؤدي حدوثها وتكرارها دون معالجة من حصول إفرازات سلبية على العلاقات بين البحرينيين والسعوديين، إذ لا يمكن لأي مواطن أن يتقبل تجاوزاً من إنسان آخر يزور بلده، ويتصرف خارج نطاق المألوف لأنه «سائح» ويملك قدرة مالية، أو لنقل «جمَّع» مبلغاً من المال يريد أن يصرفه على مزاجه و(كيفه) بأسلوب يضايق ابن الوطن الذي وإن تجاوز عن بعض الأفعال (لما عرف عن طيبة أهل البحرين وكرم ضيافتهم) إلا أن بعض الأفعال تتجاوز حالات التجاوز، فلا تتحمل السكوت، وعليه فإن هذا المجلس «مجلس التنسيق لمتابعة أوضاع السعوديين» يجب أن يعالج السلبيات أولاً بأول، كما يجب أن لا تعمم أخطاء وتجاوز القلة لتصبح وكأنها سلوك عام لكل السعوديين، وأخيراً على من يحب زيارة البحرين أن يكون متوافقاً مع سلوك أهل البحرين وثقافتهم ونهجهم.. فالمسلك الحضاري هو عنوان الحياة في البحرين... ويا من تزور البحرين كن أديباً...!!