|
الجزيرة – عبد الله الحصان :
أبدى مستثمر صناعي في مجال الملبوسات تخوفه من عزوف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية عن الاستثمار في بيع المنتجات القطنية كالملابس الداخلية بسبب ارتفاع أسعار القطن عالمياً بنسب تتراوح ما بين 80 إلى 130%.
وقال المستثمر محمد العجلان ل(الجزيرة) «إن مبررات هذه الارتفاعات مختلفة فهناك دول عزفت عن زراعة القطن بشكل كبير كمصر والسودان بسبب انخفاض الهوامش الربحية وهناك دول تأثرت بالعوامل الطبيعية والكوارث والفيضانات كباكستان وبالتالي فأسعار القطن تأثرت بهذه العوامل وارتفعت أسعارها. وأوضح العجلان أن الاستمرار في الاعتماد على القطن في الملابس الرجالية سيكون مكلفاً ما دامت أسعاره في ازدياد مرشحاً أن يعتمد المستثمرون على بدائل القطن الطبيعي بمواد أخرى صناعية تعادل الطبيعي في الجودة نظراً لارتفاع أسعار القطن عالمياً والتي يتوقع أن لا تعود لأسعارها السابقة. وكشفت جولة ميدانية ل»الجزيرة» عن ارتفاع أسعار الملابس القطنية للرجال بنسب تتراوح ما بين 15 إلى 20 % في غالب محلات بيع الملابس الداخلية الرجالية. في المقابل أوضح المستثمر في مجال الملابس القطنية الصناعية عبد العزيز الغيث أن القطن الصناعي لم يكن بمنأى عن ارتفاع أسعار القطن الطبيعي مبرراً ذلك باعتماد صناعة هذا النوع من القطن على أسعار البترول كونه يصنع من منشقات المواد البترولية. وأضاف الغيث أن القطن الصناعي ارتفعت أسعاره بنسب تتراوح ما بين 6 إلى 10 سنت لليارد الواحد وهي نسب لا تتجاوز 5 ريالات للمتر الواحد. وأبان أن القطن الصناعي عادة ما يستخدم في الثياب الرجالية عكس القطن الطبيعي الذي يكثر استخدامه في الملابس الداخلية يذكر أن عقود القطن الآجلة قفزت في بورصة نيويورك إلى مستوى قياسي بالتزامن مع تزايد التكهنات التي ترى إمكانية تجاوز الطلب الصيني المعروض من القطن.
فقد أضافت عقود مارس خمس سنتات لرصيدها أو 3.2% إلى 1.5912 دولارا للرطل الواحد بعد أن بلغت مستوى 1.6285 دولارا للرطل وهو يمثل أعلى مستوى له متجاوزا مستواه القياسي السابق والذي تم تحقيقه في العاشر من نوفمبر في الوقت الذي تضاعفت فيه الأسعار تقريبا خلال عام 2010 مقتربة من تحقيق أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1973.ويرى البنك الأسترالي الوطني أن إنتاج أستراليا سيبلغ 3.8 مليون بالة من القطن مع توقعات ببعض التراجع الطفيف بسبب الأمطار الزائدة والفيضانات، إلا أن المؤشرات لا تدلل على خسارة كبيرة في المحصول حتى الآن كما أكد تقرير البنك. من ناحية أخرى قالت جمعية إنتاج القطن بالهند بأن الإنتاج سيكون أقل مما كان متوقعا بسبب سقوط الأمطار التي ستؤثر سلبا على محصول ثاني أكبر منتج عالمي للقطن. وفي مقاطعة «شاندونج» الصينية التي تعد ثاني أكبر المناطق إنتاجا للقطن في الصين فقد تراجع إنتاجها بنسبة 22% هذا العام بالمقارنة مع عام 2009 وذلك نتيجة الفيضانات وسوء الأحوال الجوية. ومن المتوقع نمو الطلب الصيني ليتجاوز المعروض بحوالي 17 مليون بالة خلال السنة المنتهية في 13-يوليو، وذلك وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية التي ترى أن مخزونات الولايات المتحدة ستتراجع إلى أدنى مستوياتها في أربعة عشر عاما.