حينما انطلقت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده في عامها الأول، وتم الإعلان عنها في مكة المكرمة، استبشر المسلمون عامة، وأهل القرآن من معلمين ودارسين ومسؤولين بوجه خاص، بهذه المسابقة، وفرحوا بها. كيف لا، وهي تقام في مكة المكرمة، المكان الذي انطلق منه نور القرآن وهديه وضياؤه، ثم ثقتهم بالبلد المستضيف للقرآن الكريم وخدمته ورعايته وتقدير أهله، وها هي المسابقة في عمرها المديد بإذن الله، وتحديداً في العام الثاني والثلاثين، تزداد يوماً بعد يوم توسعاً واهتماماً وخيراً في قلوب المهتمين والمعنيين بالقرآن الكريم، تُسجِّل نفسها بوصفها أكبر وأهم مسابقة دولية للقرآن الكريم.
وإذا كانت الفرحة بهذه المسابقة منذ انطلاقتها وما يُضاف لها من رصيد في كل عام فإنها في هذا العام تشهد ميزة فريدة تتميز بها على ما تميزت به سابقاً، بهذه الميزة الفريدة مع إقامتها في مكة المكرمة سوف تزداد خصوصية أخرى وأعمق وأجل، ألا وهي إقامتها في المسجد الحرام، وعلى بعد أمتار قليلة من الكعبة المشرفة التي يستقبلها المصلون في صلواتهم خمس مرات يومياً عدا صلاة النوافل والنوازل، ولعلي أستشهد هنا بمقولة لأحد حكام المسابقة من باكستان الشقيقة، وهو لسان حال جميع المشاركين من محكمين ومتسابقين حينما قال: إن المشاركة في هذه المسابقة هي أمنية عظيمة لكل من كان له شرف المشاركة في المسابقات المتعددة في بلدان العالم الإسلامي؛ فإن هذه المسابقة بمثابة واسطة العقد؛ فهي أغلى مسابقة، ولكل من يشارك فيها الشرف والاعتزاز؛ فقد جمعت الشرف من أطرافه: الذكر المبارك كلام رب العالمين القرآن الكريم، والبلد المبارك مكة المكرمة هي التي انطلقت منها الرسالة إلى العالم أجمع.. فأهلاً بالجميع من محكمين ومتسابقين.. والله أسأل أن يديم على هذا البلد المعطاء الكريم نعمة الأمن والإيمان، وأن يجزي قادة بلادنا خير الجزاء على ما يبذلونه من جهد في خدمة كتاب الله، وخدمة الإسلام والمسلمين، والعناية بالحرمين الشريفين.