نيابة عن ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أعلن نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يوم الاثنين 14 محرم 1432هـ - موازنة السنة المالية 2011م، التي تبلغ (580 بليون ريال)، وبزيادة (40 بليون ريال) عن الموازنة السابقة.
وكما عرفنا وقرأنا أن الموازنة تضمنت برامج ومشاريع جديدة ومراحل إضافية لبعض المشاريع التي سبق اعتمادها.
وما شد انتباهي وانتباه جميع المواطنين المخلصين أن موازنة العام المقبل، عكست التركيز على المشاريع التنموية التي تعزز استمرار النمو والتنمية الطويلة الأجل، وبالتالي زيادة الفرص الوظيفية للشباب السعودي من الجنسين، إذ وزعت الاعتمادات المالية بالتركيز على قطاعات التعليم والصحة والخدمات الأمنية والاجتماعية والبلدية، والمياه والصرف الصحي، والطرق والتعاملات الالكترونية، ودعم البحث العلمي.
وقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته للوزراء بأن يقوموا بتنفيذ هذه المشاريع بالسرعة القصوى حيث زاد اهتمام الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية بالتنمية البشرية كأساس لتحقيق التنمية البشرية.
وبناء على ذلك أصبح الإنفاق الحكومي يمثل العجلة الرئيسة في النمو الاقتصادي وخلق فرص للعمل للشباب السعودي الذين تبلغ نسبتهم حوالي (60%) من السكان.
وما دمنا في إطار (خلق فرص عمل للشباب السعودي) لا بد أن نوضح للحقيقة أن هناك حاجة ماسة من قبل وزارة العمل لوضع خطة عاجلة بالأرقام التقديرية لعدد الوظائف التي ستفرزها هذه المشاريع العامة الضخمة في الموازنة الجديدة. حيث إن قضية البطالة بين الشباب السعودي من الجنسين، هي من الأمور الملحة والمهمة، خصوصاً أن بلادنا تحظى بنسبة نمو عالية في المواليد، كما أن فئة الشباب المؤهل للعمل (من الجنسين) تمثل شريحة كبيرة جداً، وهذا يقتضي العمل والاهتمام المتواصل على توفير فرص العمل بشكل مستمر وبآلية مستدامة تأخذ في الحسبان أنه في كل فترة تدخل أعداد كبيرة إلى سوق العمل، والتأخر في تنفيذ هذه الخطط الخاصة بتوظيف الشباب، يتسبب في تراكم عدد كبير من الشباب المؤهلين للعمل، وزيادة نسبة البطالة التي ستطال الجميع في المجتمع.
وسبق لي في مقالة نشرتها صحيفتنا الناطقة بلسان الجميع (الجزيرة) تحدثت فيها أن هناك قضايا مهمة تتعلق بموضوع البطالة وتوفير فرص العمل لا بد من أخذها في عين الاعتبار والحسبان، لعل من أبرز تلك القضايا مسألة وجود ثمانية ملايين عامل غير سعودي في المملكة، وهذا قد يكون سلبياً وخطيراً إذا كان فعلاً وجود هذا الكم الهائل مبنياً على أساس أن في وجودهم فعلاً مضرة للاقتصاد الوطني لأن دخلهم الشهري أو السنوي يصرف في بلدانهم. إذاً علينا تهيئة البيئة المناسبة والتدريب والتأهيل المناسب لاستقطاب الشباب السعودي.
إذا كنا بالفعل نشعر باهتمام لتوفير فرص عمل لشبابنا من الجنسين علينا أيضا وبكل مصداقية أن نستفيد من توجيهات قيادتنا في تنفيذ المشاريع التي توفر هذه الوظائف. كما علينا أن نزيل قناع الفساد ونحارب من يضر بسمعة بلادنا ويحاول استغلال الوطن لمصلحته الشخصية.
كلمة أخيرة للجميع، الشباب أمانة في أعناقكم، فحافظوا على هذه الأمانة بتوفير العمل لهم.
farlimit@farlimit.com