|
المدينة المنورة - مروان قصاص
بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة عقد اجتماع مساء أمس الأول الجمعة، ضم وجهاء وأعيان يمثلون طرفي النزاع الذي حصل في أوائل شهر محرم في حي قباء، وذلك لغرض توقيع وثيقة صلح رسمية وملزمة لكلا الطرفين في قاعة الدانة بالمدينة المنورة. واتفق الطرفان من خلال توقيع الأعيان والوجهاء على وثيقة اتفاق إلزامية لقمع المشاجرات بجميع أشكالها وألوانها، وقد حصلت (الجزيرة) على نسخة من الوثيقة التي جاء فيها ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وبعد:
بتوجيه كريم ورعاية أبوية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المنورة المنورة حفظه الله.
اجتمع بعض وجهاء وأعيان حي قباء، وذلك على إثر الصدامات والمشاحنات المتكررة بين الشباب من حي العصبة وجيرانهم في قباء.
وحيث استنكر الجميع هذه الأحداث ورفضوها وأوضحوا بأنها غريبة وطارئة على مجتمعاتهم، وتعتبر خروجاً على تعاليم الإسلام الحنيف الذي يوصي بحسن الجوار ويحرم المساس بدم المسلم وماله وعرضه.
وحيث فهم الحضور كل ذلك من سمو الأمير رعاه الله، واتفقوا على ما يلي:
1- على الوجهاء والأعيان والعقلاء عموماً من الفريقين توجيه شبابهم إلى الخير وحسن الجوار والمعاشرة الطيبة وخدمة الوطن.
2- التأكيد على أن الوطن للجميع وأن المواطنين سواء في نظر حكومتنا الرشيدة.
3- التعاون على البر والتقوى والسعي لخير الوطن والمواطنين بصفة عامة، وخدمة المدينة النبوية الشريفة بصفة خاصة والعمل على إعلاء سمعتها ومكانتها وحفظ قدسيتها.
4- الرفض التام للتعدي على الآخرين والتحريض على كراهيتهم، وذلك من أي مصدر كان، وصاحبه عرضة للعقاب الرادع من قبل الدولة.
5- تشجيع الحوارات التي تؤدي إلى السلم والأمن الاجتماعي سيراً على خطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حيث إنه رائد الحوارات الوطنية بل والعالمية.
وقد حملت الوثيقة تواقيع أربعة وجهاء من كل طرف، وصادق عليها اثنان من الوجهاء الشيخ طاهر عبدالمنعم الهاجوج، والشيخ صالح الجدعان، والشيخ فيصل أبوربعة، والشيخ سليمان بن غميض الصاعدي. وقد تم تعيين اثنين من كل طرف للإصلاح في حالات الطوارئ لا سمح الله.
وشكر الجميع صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة على رعايته الشخصية لاجتماعهم، فإنهم يتعهدون بالعمل بتوجيهاته الكريمة لينعم الناس بالسلام والأمن والاستقرار، داعين الله سبحانه وتعالى أن يلهم الجميع الصواب ويهديهم لكل خير ويبعدهم عن كل شر فهو ولي ذلك على والقادر عليه. «انتهت الوثيقة».
يذكر بأن وثيقة الاتفاق جاءت بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها قباء الخميس العاشر من محرم لعام 1432هـ. والتي خلَّفَتْ أضرارا على بعض السيارات المتواجدة في مركز الأحداث، وبعد الإصابات غير البليغة لكلا الطرفين، ونتج عن ذلك توقيف أكثر من خمسة وخمسين من كلا الطرفين، والذين لازالوا في إجراءات التحقيق لدى هيئة التحقيق والادعاء العام، ووفقاً لمصادر مقربة من الوجهاء بأن أمير المنطقة سينظر في أمر الموقوفين بعين الرأفة بعد انتهاء عملية الصلح بين الطرفين. هذا وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة، قد عقد اجتماعا تصالحياً قبل ظهر الثلاثاء الماضي في مكتبه بقصر الإمارة بين أعيان ووجهاء طرفي أحداث الشغب والفوضى، والذي أسفر عنه الدعوة لاجتماع الطرفين وإصدار وثيقة تصالحية.