هل يجب أن نتعامل مع تحذيرات مجمع الأمل، بأن تعاطي المخدرات يتنامى بين طلبتنا، على أساس أنها تحذيرات بغرض التثقيف والتوعية، أم على أساس أنها حقيقة واقعة؟!
أنا أميل إلى وجوب اعتبارها حقيقة واقعة. فمجمع الأمل هو الحاضن الوحيد لمدمني المخدرات، والعاملون فيه يعون حجم المشكلة أكثر من غيرهم، لأنهم يتعاملون مع هذه الشريحة يومياً، ويعايشون تزايدهم المضطرد.
وحينما نتحدث عن إدمان الطلبة للمخدرات: هل نتحدث عن حبوب الكيبتاقون المنشطة، التي يتعاطاها بعض طلبة المرحلة التوجيهية، ليتجاوزوا الامتحانات النهائية واختبارات القياس التي طلعت علينا، «الله أعلم من وين»؟! أم نتحدث عن مخدرات أخرى، مثل الحشيش والهيروين، التي اعتاد على إدمانها البعيدون عن طاولات الدراسة؟!
دعونا نكن متفائلين، ولنحصر المسألة على الحبوب المنشطة. هذه المواد اللعينة، ظللنا نحذر منها كل عام، ولا نعرف لماذا يزدهر سوقها سنوياً، رغم كل هذه التحذيرات؟! إجابة هذا السؤال متروكة للجهات الأمنية، التي تستطيع الوصول لتجارها عن طريق استجواب بسيط لمجموعة من الطلاب. ثم بعد القبض على مروجيها بين طلبتنا، سنقول لوزارة التربية والتعليم ولوزارة التعليم العالي: لماذا كل هذا التعذيب السنوي لأبنائنا وبناتنا؟! لماذا كل هذا الجلد العلني لهم في فصول الامتحانات النهائية، ثم في قاعات القياس، ثم في طوابير التقديم للجامعات والكليات؟! ألا تظنون أن ما تفعلونه بهم، هو ما قادهم للكيبتاقون، وما قد يقودهم لغيره من المخدرات؟!