بعد أن أطلق الحكم فهد العريني صافرة نهاية مباراة النصر والتعاون تجمهر حوله لاعبو النصر ومنعوا خروجه من الملعب حتى وصول رئيس ناديهم، الذي شارك في حصار الحكم داخل الملعب وتوجيه الكلام الغاضب تجاهه مع التلويح بالأيادي، ولولا لطف الله ووجود مجموعة من رجال الأمن حول الحكم لرأينا أسوأ من ذلك بكثير. وكم كان المنظر مؤسفًا ويندى له جبين كل رياضي ينتمي لهذا البلد.
ولو سأل الواحد منَّا عن أسباب كل ذلك الاحتقان والتهجم على الحكم ومحاصرته لما وجدنا مبررًا واحدًا مقنعًا، بل على العكس فالقرارات التحكيمية الخاطئة من الحكم تحمل تبعاتها الطرف الآخر في المباراة فريق التعاون ابتداءً من الهدف الأول الذي سجله لاعب النصر فيقاروا بعد أن عدل الكرة بيده قبل تسديدها في المرمى. ويكفي أن هذا الهدف غير الشرعي غيَّر مسار المباراة كاملاً لصالح النصر وضد التعاون. وبالتالي يكون النصر هو المستفيد من أخطاء الحكم وليس متضررًا.
ولم يكتف النصراويون بذلك، بل أكمل الجمهور مهمة الاعتداء على الحكم عندما قذفوه ومساعديه بكل ما وقعت عليه أيديهم من فوارغ وأحذية ثم سعوا للوصول إليه في غرفته في الملعب عن طريق تكسير زجاج الأبواب، ولكن رجال الأمن استطاعوا تفريقهم وإنقاذ الحكم من بين أيديهم.
وبعد ذلك.. ماذا يمكن أن نتوقع حال حكام أي مباراة قادمة يكون النصر طرفها..!!؟ فإذا كان العريني ومساعديه قد نجوا بأعجوبة من تلك الموقعة. فهل سينجو حكم المباراة القادمة.!؟ بالتأكيد لن ينجو إلا إذا جير كل قراراته لصالح أصحاب القميص الأصفر عندها سيضمن خروجه سالمًا من الملعب. أما إن حدث غير ذلك فإن للاعبي النصر حينها وإدارتهم وجمهورهم رأيًا آخر.
ولجنة الانضباط تتحمل المسئولية في ذلك الانفلات الذي حدث. فهي من سمح للتجاوزات أن تحدث دون عقاب. ولو رجعنا لمباراة النصر أمام الفتح التي سبقت مباراته أمام التعاون لوجدنا أن ذات السيناريو قد حدث، حيث تجمهر اللاعبون حول الحكم العمري بعد المباراة ولوَّحوا بأيديهم تجاهه في تهديد واضح وحاولوا الاعتداء عليه. ومرَّت تلك الحادثة مرور الكرام على أعضاء لجنة الانضباط الكرام. ليحدث ما هو أسوأ وأشنع وأفدح في مباراة التعاون.
إننا أمام حالة جديدة في التعاطي مع التحكيم. فبعد أن فشلت محاولات إرهاب الحكام عبر التصريحات الإعلامية تم اللجوء لإرهابهم على أرض الملعب بالألفاظ والتعنيف والتهديد المباشر. ومع ذلك تكتفي لجنة الانضباط بعقوبة ضعيفة وهشة لا تتعدى الغرامة المالية. أين حفظ كرامة الحكم..؟ أين حفظ كرامة التحكيم كمهنة؟
كيف نبحث عن تطوير التحكيم ونحن نسمح بإهانته؟! ونسمح بتهديده؟ ونسمح لكل من هب ودب بالاعتداء عليه حتى الجماهير تقذفه بالأحذية والعلب الفارغة. ونحن نتفرج ثم إذا تحركنا لحمايته جاءت قراراتنا بمثل تلك الهشاشة والضعف.!!
إن ما حدث للعمري ومن بعده العريني وما أبدته لجنتا الفنية والانضباط من ضعف واضح ستظهر نتائجه في المباريات القادمة للنصر وإنّ غدًا لناظره لقريب.