كنت أجزم بأن حوادث المرور هي القاتل الأول للشباب وهذا ما أظهره بالفعل مسح جديد تم نشره في المجلة الطبية المعروفة باسم ذالا نسيت (Thelancet) بأن حوادث المرور - وليس الإيدز وليس السرطان - هي السبب في وفيات الشباب بين فئة 15 و25 عاماً.

وقد قرأت ما كتبه حول ذلك الدكتور ياسر بن محمد البحيري استشاري العظام والمفاصل وجراحة العمود الفقري الذي أشار إلى أن البحث بين أنه على الرغم من الهالة الإعلامية لبعض الأمراض مثل الإيدز والسرطان وغيرهما من الأمراض إلا أن حوادث المرور تبقى هي الخطر الأكبر في هذه الفئة العمرية. وعلى الرغم من خطورة هذا الوباء العالمي المسمى بالحوادث المرورية إلا أنه يجب الإشارة إلى أن الدول العربية وبالذات دول الخليج العربي تحتوي على نسبة عالية جداً من الحوادث المرورية. وقد أشارت الدراسة آنفة الذكر إلى أن حوادث المرور تكثر في الدول النامية عنها في الدول المتقدمة حيث اتضح خلال عام 2002م أن أكثر الحوادث المرورية والوفيات الناتجة عنها كانت في قارة إفريقيا وقارة آسيا، وعلى الرغم من التوصيات الكثيرة التي ظهرت في هذا البحث إلا أنهم اعترفوا بأن أصعب شيء في مرحلة منع هذه الحوادث المرورية هو تغيير تفكير وتصرفات الإنسان المعرض لهذه الحوادث. وقد أوصت تلك الدراسة بأهمية التربية والتعليم في زرع السلامة المرورية والوعي المروري عند الأطفال والشباب في مقتبل العمر إضافة إلى ضرورة الانتباه لتصرفات البالغين الذين يجب أن يكونوا قدوة لهذه الفئة من الشباب لكي يتم القضاء على هذه الظاهرة في المستقبل بإذن الله.

إنني هنا أود القول بأن طرقنا معظمها حديثة وسريعة ومتميزة والسيارات في الغالب حديثة وملائمة ولكن يبقى العامل الرئيس والمتسبب الأول في الحوادث المرورية هو قائد السيارة الذي يجب عليه أن يخاف الله في نفسه والآخرين وأن يتبع أصول ووسائل القيادة السليمة الآمنة.

حمانا الله وإياكم من الحوادث وشرورها.

(*) بريدة