خرج عبدالرحمن من البيت كعادته مبتسماً هادئاً لصلاة الجمعة، خرج وفي نيته صلاة الميت على أحد جماعته، كان صائماً وأثناء الطريق حصل له حادث فكانت الفاجعة مات عبدالرحمن، انتقل إلى رحمة الله.. انتقل إلى رضوان الله.. انتقل إلى الجنة بمشيئة الله.
قال تعالى: ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ?.
انتقل إلى ربه وهو صائم وفي طريق عبادة ويوم الجمعة، يا الله ما هذا الفضل العظيم!! يا الله ما هذا العطاء الجزيل إنها حسن الخاتمة.
إنه عبدالرحمن بن محمد بن سعد بن محمود، كان شاباً في ريعان شبابه لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره، باراً بوالديه واصلاً لرحمه، محبوباً من الجميع، يعرف بابتسامته حتى من أراد أن يصف لأحد قيل عبدالرحمن المبتسم دائماً.
يعرف بين أقاربه بالمصلح ويسعى للإصلاح والصلاح.
وتحدث عنه زملاؤه في العمل فقالوا: ماذا نقول؟ وبماذا نبدأ، هل نتكلم عن سمو نفسه ودماثة خلقه؟ أم نتكلم عن عفوه وتسامحه، أو نتكلم عن حرصه على الاجتماع والتعاون وبذل الخير، أم نتكلم عن كظم الغيظ والصبر.
قال عليه الصلاة والسلام: (هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة.. الحديث) متفق عليه.
وذكر والده أن امرأتين كبيرتين في السن اتصلتا تعزي في وفاته، وذكرتا أنه يساعدهما ويتفقد أحوالهما.
وذكر كذلك بعض زملائه في العمل أنه يرحم الفقراء ويحسن إليهم ويجمع لهم بعض الصدقات.
ومما يخفف الألم والمصاب الحضور الكثير للصلاة عليه وتشييع جنازته فقد صلى عليه أقاربه وزملاؤه في العمل والجامعة ومدرسوه ومحبوه.
قال عليه الصلاة والسلام: «ما من ميت يصلى عليه أُمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له، إلا شفعوا فيه» رواه مسلم.
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويرفع درجاته في الجنة ويربط على قلب والديه بالصبر والاحتساب.. و?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ? والحمد لله على كل حال.