لقد أمرنا الله أن نشكره، ونهى عن أن نكفره، وأثنى على الشاكرين، فشكر النعمة واجب، ووعد أهله بأحسن الجزاء، وجعله سبباً لمزيد من العطاء قال تعالى: ?وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ?، وقال تعالى: ?وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ?، وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: « تذكروا النعم فإن ذكرها شكر»، وحقيقةُ الشكر الاعترافُ بالإحسان والفضلِ للمنعم بذلك، فلا بد من شكر الله على جميع النعم ففي الشكر دوام النعم وإذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة. ومن المؤسف حقا ما ابتلي به الناس في وقتنا الحاضر من المباهاة في المآكل والمشارب وخاصة في الولائم والحفلات فلا يكتفون بقدر الحاجة فكثير منهم إذا انتهى الحاضرون من الطعام ألقوا ببقايا الطعام في أماكن النفايات والطرق الممتهنة، وهذا من كفر النعمة وسبب في تحولها وزوالها، فالعاقل من يزن الأمور بميزان الحاجة وإذا زاد شيء عن حاجته بحث عمن هو محتاج لذلك، وإذا تعذر ذلك وضعها في مكان يحفظ للنعمة مكانتها بعيدا عن الامتهان، ولقد أثلج صدور الجميع الموافقة الخيرة، والمبادرة الطيبة من صاحب المبادرات الطيبة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- حيث جاء الخبر المفرح كالتالي:
صدرت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالرياض على إنشاء بنك الطعام بالرياض تحت مظلة جمعية البر بالرياض الذي يهدف إلى توفير الغذاء للأسر المحتاجة وإيجاد فرص عمل لذوي الدخل المنخفض. وأضاف الخبر: إن البنك سيكمل نشاط جمعية البر في استقبال الأطعمة وتوزيعها حيث سيقوم البنك بجمع الفائض من طعام الحفلات والمناسبات التي تقام في قصور الأفراح أو الفنادق في مدينة الرياض وإعادة تجهيزه وتغليفه بطرق صحية وتوزيعه على الأسر الفقيرة والمحتاجة في نفس اليوم. كما يقوم بنك الطعام بالرياض باستقبال التبرعات من فاعلي الخير من خلال فروع البنك بطرق عدة، منها: شراء بطاقات إطعام الفقراء والمساكين بحيث يتم مقابل تلك البطاقات الحصول على المواد الغذائية من المحلات والمراكز المعروفة بالرياض وإيصالها لتلك الأسر المحتاجة من خلال الجمعية، وذلك العمل الجليل من شكر النعمة والمحافظة عليها من الامتهان وتقديمها لمحتاجيها بصورة متميزة كما أنه سيكون رافدا لتوفير العمل لذوي الدخول المنخفضة، وذلك والله من الأعمال الجليلة التي نبحث عنها ونأمل من جميع الموسرين دعمها والتوسع فيها؛ فنعم العمل الصالح، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. جعلنا الله من الشاكرين لنعمه قولا وعملا وان يسبغ الله علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأن يحفظنا ويكلأنا برعايته وهو ولي التوفيق.
(*) الرياض -
Homod7@hotmail.com