انشغلت جامعاتنا فيما مضى بالتصنيفات العالمية للجامعات وحرصت على تحسين مستوياتها في ترتيب السلم العالمي لأنه ضرورة تعليمية وحضارية لمعرفة قياسنا وفي أي المربعات نقف، وما هي أرقامنا في السجل الأكاديمي العالمي. وبالمقابل لم تولِ الجامعات السعودية التصنيف الداخلي أي اهتمام أو جدية؛ على الرغم من أن التصنيف الداخلي أو المحلي مطلب من الأمم المتحدة للرفع من سقف التعليم الجامعي.. وتعمل الجامعات السعودية على ثلاث تصنيفات من أصل خمسة هي: أولاً الجامعات الشاملة ويقصد منها أن كلياتها شاملة إذ تشمل معظم التخصصات وتمنح درجات عليا ماجستير ودكتوراه في معظم الفروع. ومن أمثلتها جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة الملك خالد، جامعة القصيم، جامعة جازان، جامعة نجران.
ثانياً: الجامعات المتخصصة وهي جامعات متخصصة بفروع محددة من العلوم وموجهه ومنها: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً قبل أن تتحول إلى جامعة شاملة بعد أن أدخلت تخصصات الطب والعلوم والحاسب وفروع العلوم التطبيقية في برامجها وكذلك الحال جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
ثالثاً: الجامعات التدريسية (التعليمية) وهي جامعات تهدف إلى نشر التعليم الجامعي ورفع مستوى التحصيل العلمي لدى المجتمع. وعادة تركز في تحصيلها على درجة البكالوريوس وخطط لها أن تفك الاختناقات على الجامعات الكبرى وتخفف الضغوط على الجامعات المتخصصة واستيعاب أكبر شريحة من المتقدمين إلى جانب توطين التعليم والوظائف ومنها: جامعة شقراء، وجامعة الخرج، وجامعة المجمعة، وأيضاً جامعة الجوف، والحدود الشمالية، وجامعة تبوك... هذه هي التصنيفات التي عملت بها مؤسسات التعليم العالي لحوالي (60) سنة الماضية فرضتها الحالة الاجتماعية والسكانية والثقافية للمجتمع الذي لتوه خارج من فترة توحيد البلاد إذ الفاصل ما بين توحيد بلادنا وإنشاء جامعة حوالي (25) سنة كانت الدولة تبني هياكلها الإدارية والاقتصادية والدبلوماسية والتعليمية لتثبيت التوحيد فكانت محتاجة إلى جامعات شاملة وتدريسية لسد حاجة البلاد للموظفين والإداريين والفنيين للنهوض بالدولة وقطاعاتها.. ولكون دولتنا تتولى المسؤولية الدينية في العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين وارتباطنا التاريخي بالمسؤوليات الدينية تم إنشاء جامعات تخصصية في العلوم الشرعية.. وأيضاً لأهمية الاقتصاد لقواعد ومفاصل الدولة تم إنشاء جامعة للنفط والمعادن.
وفي مرحلة لاحقة تم إنشاء جامعات لغرض التدريس ونشر التعليم الجامعي في المناطق والمحافظات من أجل خدمة أهداف الدولة وأهداف التعليم العالي.
أما التصنيفات الجامعية التي نحتاجها ولم تفعل هي:
رابعاً: الجامعات التقنية التطبيقية.
خامساً: الجامعات البحثية المتقدمة.. وسوف أتحدث عنهما في المقال القادم بإذن الله