تغيّر شكل الفريق فنياً، وقدم نفسه بشكل مختلف عن السابق نتيجة جهود كبيرة بذلتها الإدارة النصراوية بقيادة الرئيس الشاب الأمير فيصل بن تركي، الذي منذ أن استلم دفة القيادة سعى جاهداً لتغيير ملامح الفريق، وهو ما حدث بالفعل في هذا الموسم. وبعيداً عما يتحدث عنه البعض خلال هذه المرحلة عن تعرض النصر لأخطاء تحكيمية أوقفت زحفه لمطاردة الصدارة أقول: إن ذلك لن يغير من قناعة الكثير من الجماهير النصراوية التي ترى أن تطور النصر فنياً بحاجة إلى العمل على تعزيز ذلك، والى جهد مضاعف وتعامل أكثر جدية من قبل، والابتعاد عن الأسطوانة المشروخة ورمي الاتهامات على الجميع بشكل عشوائي.
قلتُ في مقال سابق طالما أن المسؤولين في النصر يسعون إلى إعادة الفريق إلى الواجهة من جديد فيجب عليهم التركيز على النصر، والنصر فقط، وعدم مطاردة الأندية الأخرى والتدخل في أمور ليس للنصر علاقة بها. وهنا أقول أيضاً: إن محاولة إيهام الشارع النصراوي بعمل اللجان بالاتحاد السعودي ضد النصر فيها مجازفة كبيرة قد تنقلب على المسؤولين بالنادي في وقت يستمر فيه الفريق بالابتعاد عن تحقيق البطولات. هناك أخطاء حدثت، وهي طبيعية لمن يعمل ويجتهد ويسعى للوصول إلى الأفضل، ولكن العمل على تلافي تلك الأخطاء هو ما تطالب به الجماهير؛ فهي تدرك أن من تعاقد مع المدير الفني والتر زينغا والثلاثي الأجنبي هم المسؤولون عن الفريق وليس إحدى اللجان بالاتحاد السعودي، وكذلك تدرك الجماهير النصراوية أن التعامل على المستوى الإداري الجيد يأتي نتيجة فكر واحترافية ليست اللجان التي تجد كامل الثقة من القيادة الرياضية وجميع الرياضيين مسؤولة عنهما. أخيراً، لا يعني ما ذكرته سابقاً التقليل من عمل الأمير فيصل بن تركي منذ أن استلم الرئاسة النصراوية، ولا يلغي ذلك جهوداً كبيرة بُذلت في سبيل إعادة العالمي إلى الواجهة من جديد، وإنما تأكيد على وجود أخطاء من الممكن تلافيها مستقبلاً، وإذا ما حدث ذلك فسوف تكتمل ملامح عودة النصر إلى سابق عهده طرفاً ثابتاً في المنافسات والمسابقات المحلية والخارجية.
رباعي أجنبي وإبعاد العواجيز
هذا ما يحتاج إليه الفريق قبل الدخول في المعترك الآسيوي؛ فالأجانب الموجودون حالياً ليسوا بالطموح، ولم يقدموا ما يشفع لهم بالاستمرار لفترة مقبلة، ولم يفُقْ مستواهم الفني وحضورهم بشكل مستمر في لقاءات الفريق مستويات اللاعبين المحليين؛ لذا يجب العمل على إبعادهم والتعاقد مع رباعي جديد قادر على إضافة قيمة فنية للفريق، مع إبعاد من توقف عطاؤهم وطموحاتهم عند حد معين، وإتاحة الفرصة للاعبين الشباب الذين ينتظرون فرصة المشاركة لإثبات وجودهم؛ فلن يُحدث استمرار العواجيز في صفوف الفريق إلا مزيداً من المشاكل الفنية والنفسية لبقية اللاعبين مثلما حدث في كثير من المباريات السابقة.
عبدالعزيز العمرانalomran-44@hotmail. com