اخي دكتور خالد أنا امرأة متزوجة من ثلاث سنوات ولي علاقة مع رجل وما دفعني لهذا هوزوجي فهورجل جاف عاطفيا مهمل لبيته لايحاور ولا يتكلم أكثر اهتمامه منصب لأصدقائه،كثير العلاقات دائم النزوات والحياة متعبة معه فأشر علي وفقك الله.

ولك سائلتي الفاضلة الرد:

من أكفأ قدرات البشر وأقوى مهاراتهم هي التبرير والتسويغ، والرجيم هوسيد المبررين حيث انطلق من إرادة تبرير جريمته، عن سابق علم ومعرفة وإدراك جلي لحقيقة الخطأ، ومارس أسلوب تمييع الأمور بصورة فجة وتحدث وبكل وقاحة مبررا فعلته «فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم». وهومن اختار أن يعصي ربه بمطلق إرادته وبكامل حريته وبمحض اختياره، خداعا لنفسه وهروبا من تحمل المسؤولية، وأربأ بك أيتها الفاضلة أن تقتدي بالرجيم في تبرير أخطائك وإسقاط عيوبك على زوجك، فحيلة التبرير هي السبب الأقوى في عدم وصول الإنسان للحق وتلوثه في مستنقعات الباطل.

يقول د بكار: إن (أشد المجالات التي تبرز كفاءة العقل البشري هومجال التبرير والتسويغ..وقدرة العقل على تبرير الأعمال الآثمة، يعد من أكبر المشكلات التي تعاني منها النظم الأخلاقية على مدار التاريخ، وهذا له منتج بالغ السوء يتمثل في تحويل الأخلاق من أشياء مطلقة إلى أشياء نسبية مما يجعل سلطانها على السلوك البشري يتلاشى). وأراك أيتها الفاضلة تبذلين جهدا كبيرا لتبرير خطيئتك وتسويغ سلوكك الشائن، وأقول: إن ما تفعلينه أقرب ما يكون لتدمير الذات وأشبه برصاصات سترتد إليك وقد تصيبك بمقتل، وتلك التصرفات غير المسؤولة لن تعالج الأوضاع ولن تحسن الأحوال وهي والله تمثل إساءة بالغة لك شخصيا قبل الزوج، ويذكرني فعلك بفعل بعض الأرقاء في أدغال إفريقيا إذا ما ملوا من حياة الرقيق وأتعبهم سيدهم بسوء معاملتهم حيث يجنحون إلى إحداث عاهة بأنفسهم بقطع اليد أوفقء العين حتى تضعف إنتاجيتهم ويُزهد في سعرهم وكل هذا نكاية بسيدهم الظالم ولوتأمل هولاء الأرقاء لوجدوا أن الضرر الأكبر قد لحقهم هم أشد بكثير مما لحق سيدهم !!

ولاشيء أيتها الفاضلة يبرر للإنسان أن يتهاون ويفرط في حصونه الأخلاقية ولوصُبت عليه المصائبُ صبا ولوتجرع العلقم في كل لحظة، والمرأة العاقلة لاتلبس رداء العفة مكافأة لزوجها إذا أحسن عشرتها وإن قصر وأهمل انطلقت كالمسعورة نحو إقامة العلاقات المشبوهة فهي ترفع نفسها وتحميها بالتزامها الديني إن أكرمها الرجل أوأهمل وقصر في عشرتها. فالزوج والزوجة كلاهما مطالب بمراعاة الله وأداء ماعليه من واجبات والمحافظة على التزاماته دون أي معايرة لحصته من السعادة أوالشقاء في حياته الزوجية.

أيتها الفاضلة بالإضافة إلى الخطأ الأول من أخطاء التفكير الذي مارستيه باحترافية عالية وهوالتفكير التبريري أراك تمارسين خطأ آخر من أشد أنواع أخطاء التفكير خطورة وهوالتهوين وتحقير الأمور ويصدق على ما تفعلينه قول العزيز سبحانه وتعالى (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم‏)

أختي الكريمة إن عّز عليك مواصلة الطريق واحتمال الحياة الزوجية على هذا الوضع ونفد صبرك عن احتمال الشريك فلقد شرع الله للزوجين الطلاق ولا يرضى سبحانه وتعالى أن يتجرأ على حدوده والغرق في مستنقعات الإثم والخيانة، فتوقفي واعرضي عن فعلك وكوني شجاعة وواجهي الموقف بعقل ناضج فإما أن ترضين بالزوج على مافيه وتحاولي ما أمكن التأثير عليه وتغيريه أواحسمي أمرك وبدون تردد واطلبي الطلاق واحفظي نفسك.

شعاع

إذا لم تستسلم، ولم تغش، ولم تهرب عندما تواجهك المشاكل، عندها فقط يمكنك الفوز.