الوضع التشكيلي المحلي الحالي مثير للنقاش والجدل لأبعد حد ابتداءً بواقع الممارسة الفنية الفردية والجماعية، وانتقالا للعرض والمسابقات على مستوى الوزارة أو حتى بالخارج، وآلية الترشيح للأسماء المشاركة والترخيص بإقامة المعارض الشخصية وغيرها؛ الغريب في الموضوع أن الكل في أغلب المناطق يتحدث عن الشللية وعدم تكافؤ الفرص وغيرها من معوقات، ليس من أحد راضٍ وكأن الفن أضحى بعيداً عن كونه نشاطا إنسانيا تعبيريا عن النفس ومكنوناتها، ليتحول إلى مساحة كلامية تشاحنية لمحاكمة من تقع عليه الملامة!
لكن وقبل أن نبدي أي تبرم من وضعنا كتشكيليين؛ هل فكرنا قليلاً في مقومات التشكيل اجتماعيا وثقافيا بمعنى هل توجد لدينا متاحف للفنون الحديثة والمعاصرة بأنواعها موزعة في عدد من المدن لتساهم في رفع مستوى الوعي بالفنون كما في بقية الدول حول العالم، وهل لدينا أقسام أكاديمية أو معاهد لتدريس الفن وماذا عن الصحافة التشكيلية المقروءة والمرئية هل تتوفر كوادر إعلامية مثقفة تشكيلياً تُحسن إدارة الحوار والتغطيات وتواكب الأحداث التشكيلية، وهل هناك موقع إلكتروني رسمي مخصص للفنون البصرية السعودية كما نجد لدى بعض الدول العربية والتي لم تسلم من ويلات الحرب والدمار، إلى جانب أن حيز وجود الفن التشكيلي في التعليم العام يقتصر على مادة التربية الفنية التي بدأت المجالات الأخرى تستقطع من حصصها الكثير، مما يكشف عن التهميش للفنون ودورها التعبيري والفكري. ومما يلفت الانتباه فيخيب الأمل ندرة وجود زوار للمعارض وهذا إنما يعكس حقيقة قصور حضور التشكيل كثقافة في عقول وسلوك الأفراد، وأخيراً هل كل فنان متبرم من وضعه على استعداد للمساهمة في كل ما سبق، وأن لا يكون دوره تشريفياً بل تفاعلياً حتى وإن لم يكن بالضرورة على رأس منصب تشكيلي!
Hanan.hazza@yahoo.com