كما هو معلوم من الدين بالضرورة حرمة الغيبة والنميمة وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابة الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات.
إن المطلع على واقع التعاملات التجارية والأعمال ليجد أن ممارسة الدين شيء والتعامل التجاري شيء آخر لدى الكثير من الناس على اختلاف مشاربهم وثقافتهم وربما تدينهم الظاهر فالكثير من الناس يبني قراره وربما ولاءه وبراءة على القيل والقال والوشاية من غير استقصاء للمعلومة الصحيحة بتجرد وذلك للثقة العمياء بمصدر المعلومة، بل إن البعض ليذهب إلى أكثر من ذلك نظراً لعدم رضاهم عن بعض التعاملات التجارية مع بعض الأشخاص لدرجة أنهم ربما شهدوا زوراً ولكن بطريقة مبتكرة يبررونها لأنفسهم.
إن ممارسة الأعمال التجارية (وكما يظهر لي) بالذات بين الفئات المتعلمة ليجعلك تجزم أن الكثير منهم منظرون مميزون في الأخلاق والدين ولكن الممارسة شيء آخر، فالمنافسة التجارية ربما أدت بمن يظهر عليهم رجاحة العقل والاتزان إلى تبرير الغيبة والقذف ربما من غير ورع بل إن التحليل والتحريم يخضع للمصلحة وهو يعكس الغريزة المدفونة تحت الطلاء الخارجي لهذه الشخصيات التي لا يعرفها إلا من تعامل معها مادياً وكم كشف الدرهم عن معادن الناس.
أعود وأقول إن الذنب أكبر أن تصدق معلومة أو وشاية تعتقد بأنك على حق عندما تستخدمها لمصلحتك فتظلم غافلاً ربما يصيبك بسهام ليله.