لا أعتقد أن الأخضر السعودي سيكون بعيداً عن المربع الذهبي لكأس آسيا القادمة في قطر؛ فالوضع الطبيعي أن يكون المنتخب السعودي ضمن أفضل أربعة منتخبات في القارة الآسيوية ومنافساً حقيقياً على اللقب الذي يُقام في الأراضي العربية ووسط الجماهير العربية التي كالعادة سيكون هو فارسها الأول في كأس آسيا.. هذا الوضع لن يكون جديداً أو مستغرباً في ظل مكانة الكرة السعودية ومستوى أنديتها ومنافساتها؛ ولذلك أتمنى ألا نعتبر ما قد يحققه الأخضر في قطر إنجازاً بأي حال من الأحوال ما لم نَعُد بالكأس الآسيوية التي غابت عنه طويلاً.. ويكفي أن نعرف أن الأخضر هو وصيف البطل في النسخة الماضية، وأن هذا الوضع ليس جديداً.. بل إنه الحد الأدنى من إمكانياتنا وقدراتنا..
ولذلك فالحكم على الجهاز الفني أو على نجاح المنتخب من عدمه يجب أن يتجاوز ذلك نحو البحث عن منتخب قوي قادر على الوصول إلى كأس العالم المقبلة، والتأهل للدور الثاني فيها أيضاً، ولن يحدث ذلك إلا بوجود عمل حقيقي مُنظَّم يُعدّ الأخضر ببرنامج قوي يقوده جهاز فني قدير يضع المنتخب السعودي في المكانة اللائقة به والمتوافقة مع الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها اللاعب السعودي القادر على مواجهة أقوى المنتخبات الدولية..
فنحن بحاجة إلى تحديد أهدافنا وما نريده من منتخبنا بالوصول إلى مستوى متقدم بالنظر إلى تطلعاتنا العالية نحو الحضور الدولي القوي، شأننا شأن منتخبات فرق القارة، خصوصاً كوريا واليابان.. التي لا نقل عنها فنياً بأي حال من الأحوال لو تمت مجاراتها بالبرامج الإعدادية القوية والعمل الاحترافي..
كأس آسيا المقبلة لن تكون في تصوري اختباراً للجهاز الفني بقدر ما هي خطوة عملية للوصول نحو الكأس والعمل على الفوز بها؛ فنحن ضمن الكبار، ولدينا حظوظهم نفسها في الفوز، يدعمنا في ذلك ثقتنا الكبيرة باللاعب السعودي وإمكانياته وقدراته بغض النظر عن مستوى الجهاز الفني الذي يقوده؛ فنحن أمام فِرَق في مستوانا؛ لا نحتاج إلى جهاز فني عالي المستوى ليقودنا لتجاوزها بقدر ما نبحث عن جهاز فني يقودنا نحو تجاوز مرحلتنا الحالية التي نراوح فيها منذ سنوات، وتحتاج لتجاوزها إلى العمل والبرامج وحُسْن اختيار الأجهزة الفنية..
وشخصياً أتمنى أن يخرج علينا مَنْ يستغل بعض النتائج الإيجابية المتوقعة للأخضر في الدوحة ليبارك خطوات الجهاز الفني وما يحققه المنتخب؛ لأننا - كما ذكرت - طموحاتنا أكبر من ذلك بكثير حتى لو حققنا اللقب؛ فموقعنا يجب أن يكون أكبر من ذلك بكل تأكيد!
تجربة الشباب وعقلية البلطان
تجربة الشباب مع تجديد عقود لاعبيه المحليين تجربة مثيرة للاهتمام؛ حيث نجح الأستاذ خالد البلطان في الحفاظ على لاعبيه واحداً تلو الآخر أمام إغراءات الأندية الأخرى؛ حيث حافظ الأستاذ خالد البلطان على لاعبيه وسط حرب شرسة لمحاولة الحصول على خدماتهم، لكن الشباب أبقاهم وجدّد عقودهم بنجاح..
صحيح أن النادي اضطر إلى دفع مبالغ كبيرة، إلا أن هذا وضع عام وتعانيه جميع الأندية.. لكن النجاح هنا في وضع الشباب وتطلع الجميع نحو لاعبيه ونجوميتهم على صعيد كرة القدم السعودية.. ولعل الجدير بالملاحظة ما تحدث به الأستاذ البلطان حول توجه النادي مستقبلاً إلى العمل على تجديد العقود قبل نهايتها بسنة، وفي حال الفشل يقوم النادي ببيع عقد اللاعب قبل سنة من نهايته؛ حتى يضمن حقوقه والاستفادة من رغبة الأندية الأخرى في اللاعب، وهو ما تفعله الأندية العالمية قبل أن يصبح لاعباً خاضعاً للانتقال الحر، ولو طبقت كل الأندية السعودية هذا التوجه لدخلنا مرحلة احترافية جديدة وشهدنا العديد من الانتقالات المنظمة والمحترفة بعيداً عن استغلال الفرص وخطف اللاعبين؛ ما يصب في مصلحة جميع الأطراف؛ فالوضع الطبيعي ألا ينتظر النادي المراحل الأخيرة من العقد، وأن يبدأ التفاوض قبل انتهاء العقد بسنة؛ حتى يكون على بيّنة، ويعمل بشكل منظم ومستقر بعيداً عن التهديد الذي يتعرض له لاعبوه عند كل فترة انتقالات وبشكل متكرر.. والمطلوب أن تحذو بقية الأندية حذو البلطان في التعامل الاحترافي مع العقود، والاهتمام بتوفير الاستقرار النفسي للاعبين والفني للفريق..!
لمسات
كسبت الإدارة الهلالية عنصراً فعّالاً ومؤثراً بتشكيلها الجديد، هو الأستاذ حسن الناقور، الذي جاء دخوله لعضوية مجلس الإدارة الهلالية مكسباً للرياضة السعودية بوصفه شاباً يمتلك فكراً احترافياً عملياً ناجحاً، ورجل أعمال ناجحاً وهلالياً مُحبّاً وعاشقاً للزعيم، شكّل دخوله للإدارة الهلالية دعماً لكل توجهاتها نحو النهوض بالنادي في المجالات كافة. الناقور إضافة حقيقية للفكر الإداري في الهلال وداعم رئيسي لكل الألعاب الهلالية وفق توجيهات إدارة النادي ورؤيتها لأعمال ومهام أعضاء مجلس الإدارة بشكل شامل.
سقوط المدربَيْن خورخي فوساتي في الشباب ومانويل جوزيه في الاتحاد جاء متوقعاً.. وقد تحدثتُ عن عدم ملاءمة جوزيه للاتحاد فور إعلان التعاقد معه.. أما فوساتي فقد انخدعنا جميعاً بسمعته السابقة قبل الشباب؛ لكنني أول مَنْ انتقد عمله الفني بعد ذلك عندما شاهدت طريقة عمله عبر تدريب واحد فقط تم نقله على الرياضية السعودية، وتحدثت عن ذلك وقتها في القناة نفسها، وها هي الأيام تؤكد صحة ما ذهبتُ إليه.. والأكيد أن هيكتور أمامه عمل كبير، وهو من المدربين الذين يحتاجون إلى وقت طويل حتى تظهر آثار عملهم؛ لذلك سيكون الشباب أفضل فنياً في كأس ولي العهد والآسيوية، وطبعاً في كأس خادم الحرمين للأبطال (البطولة المفضلة للشبابيين).
محاولة تجهيل الجماهير الرياضية وإيجاد المبررات لأي انفلات أو سوء سلوك من قِبل بعض مسؤولي الأندية ولاعبيها أسوأ من الفعل ذاته الذي شاهده الجميع على الهواء مباشرة.. فنحن أمام رأي عام يجب أن يحافظ على الحد الأدنى من المصلحة العامة، ويقف أمام أي ممارسات سيئة مهما كان مصدرها أو مسبباتها.
شخصياً أتمنى أن تكون الأندية أول مَنْ يتخذ القرار في مسألة نقل مبارياتها تلفزيونياً في العقد الجديد.. وأن تكون لها الكلمة الأولى في طريقة توزيع المقابل المادي وقيمة المباريات؛ لأنها هي المعنية وهي المحتاجة أولاً وأخيراً إلى المقابل المادي العائد من النقل التلفزيوني بالنظر إلى المبالغ الباهظة التي تصرفها على فرقها والأزمة العامة التي تعيش فيها كل الأندية!