قبل عامين أو أكثر كتبتُ في هذه الزاوية، أنّ الذي يمارَس الآن في إيران ليس ديناً كالذي ندين به ولا علاقة له بالإسلام، بل ولا حتى يتبع المذهب الجعفري «الاثنى عشرية»، فالذي ينتشر الآن في إيران هو إعادة للفكر الصّفوي الذي يحقر العرب، ويعلي من الشأن العنصري لقومية الحكّام، ويوجِّه الإهانات والسّباب لكبار الصحابة ويحارب الدين الإسلامي النّقي ..
.. ليس انسياقاً للعاطفة الطائفية، بل لأنّ الوقائع والأفعال التي تعزِّزها أدبية وأقوال النظام الحاكم في إيران، تؤكِّد الانحراف الديني والمذهبي، وقد شهدتْ الأيام الأخيرة عدداً من الأفعال والأقوال التي تثير كثيراً من الشُّبهات أوّلها قول مستشار الرئيس الإيراني، بأنّ النبيّ محمداً بن عبد الله ليس عربياً، بل إيرانيٌ، وأنّ هناك نبياً إيرانياً لم يُعْطَ حقّه، هو الإمبراطور كوروش..!!
أيُّ تجديف هذا، وحتى مصطلح إيران لم يكن موجوداً، فقد كان يُطلق على جغرافية ما يسمّى إيران بأرض فارس، وكوروش هذا أحد أباطرة الفُرس الذين كانوا يعبدون النار وقتها.
الملاحظة الثالثة هي ما يتابعه المهتمون بالشأن الإيراني، من جنوح قادة النظام في الإساءة لصحابة رسول الله، وخصوصاً الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وغيرهما من كبار الصحابة، فقد حمل أحد المسلسلات التلفزيونية الإيرانية «مختار نامه» جملة إساءات وشتائم وإهانات، وبالذات للصحابي عبد الله بن الزبير.
الشّتم وتوجيه الإهانات لصحابة رسول الله، نهجٌ اعتاد حكّام إيران الحاليون القيام به، مزايدون حتى على أعتى الطائفيين الغلاة الذين يضايقون وبشكل رسمي أهل السنّة، وبالذات علماؤهم في بلوشستان وكردستان والأحواز وأذربيجان الغربية، وأهل هذه المقاطعات أغلبيتهم من أهل السنّة، ويتعرّضون لمضايقات شتى من القيِّمين على النظام والمعيّنين من قِبل الحكومة المركزية، التي تحرص على اختيار الغلاة من الطائفيين الذين يبحثون عمّا يضايق أهل هذه المناطق، فقد تعمّد رئيس النظام الإيراني نجاد إثارة البلوش السنّة، عندما تعمّد اختيار حبيب ديمهموردا حاكماً لبلوشستان الذي كثيراً ما يلجأ إلى أفعال تسيء وتثير غضب علماء أهل السنّة في بلوشستان.