بالأمس طالعتنا وسائل الإعلام المقروءة والمرئية بلقطات أثلجت صدورنا لخروج الأب القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - من المشفى سالما معافى بعد أن منَّ المولى عز وجل عليه بالشفاء، ولقد كان للخبر والصور الباسمة التي أسعدت النفوس وتناقلتها وسائل الإعلام وقع مفرح أبهج وأثلج صدور الشارع السعودي بجميع أطيافه بعد ترقب محفوف بالمحبة والشوق لرؤية مثل هذه الإطلالة المباركة للأب القائد سالما معافى بإذن الله، كما عودنا بشفافيته التي عهدناها منه رعاه الله وبخاصة أنه جسد الأبوة الصادقة في أجمل صورها رغم مرضه - أمد الله بقاءه- بقوله: (أنا بخير دام أنتم بخير). والتي لم ولن نجد ما يوازيها من صدق المشاعر لنترجم مشاعرنا وأحاسيسنا الفياضة، سوى كما قال - رعاه الله - (نحن بخير دام أنت بخير).

إن المتمعن في الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام لحظة خروج المليك المفدى من المشفى يرى مدى السعادة التي ارتسمت على الوجوه بدون استثناء فرحا بهذه اللحظة السعيدة بدءا من مرافقيه من أصحاب السمو والمعالي عند خروجه من بوابة المشفى - يحفظه الله - إلى حيث يقضي فترة من الراحة، وانتهاء بمشاهدي ومطالعي تلك الصور في وسائل الإعلام في شتى أرجاء المملكة الذين تعالت أصواتهم وارتفعت أكفهم للسماء صغارا وكبارا. حمدا لله وثناء وشكرا له على ما منَّ به على قائد نهضتنا ومليكنا ملك الإنسانية الذي ملك القلوب في جميع أصقاع المعمورة بحنكته وحكمته وإنسانيته والتي أظهرت الوجه الحقيقي لسماحة ونبل ديننا الإسلامي.

إن هذا الحب الصادق والمتبادل بين قائد مسيرتنا وأبناء شعبه الوفي ما هو إلا امتداد وثمرة من ثمار الحب والولاء المطلق الذي يكنه أبناء شعب المملكة العربية السعودية لولاة أمرهم وعرفانا بالجميل الذي غرسه الآباء في نفوس الأبناء منذ قيام دولة التوحيد على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - يرحمه الله - حفظ الله بلادنا وأمنها وأعاد إلينا والدنا وقائد نهضتنا إلى وطننا الغالي وطن الشموخ والإباء لإكمال مسيرة البناء والعطاء إنه سميع مجيب.

عبدالكريم الشمالي