لا شك أن من الفأل الحسن، وعلامة إرادة الله الخير بالإنسان، أن يجعل له القبول في الأرض، ويبسط له الود بين الخلق، ويغرس حبه في قلوب الناس وأفئدتهم.
ومن هؤلاء الأخيار الصالحين - إن شاء الله تعالى - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أطال الله بقاءه، وأسبغ عليه ثوب الصحة والعافية - المعروف بصلاحه وتقواه، وتقربه إلى الله - تعالى - ودوام الدعاء والتضرع إليه، مع شدة التواضع أمام الله تعالى أولاً، ثم أمام رعيته؛ فتراه يستمع باهتمام بالغ وعناية فائقة للرجل الفقير، والمرأة المسكينة، والطفل اليتيم المحتاج، بل إن عينيه - حفظه الله - لتدمعان عند سماع أقوال مؤثرة، أو مشاهدة مناظر محزنة، فلا يهدأ له بال، ولا تقر له عين، حتى يقضي حاجة المحتاج، وينفّس عسرة المعسر، ويفرج كربة المكروب، حتى أصبح أحق الرؤساء وأجدر الملوك في هذا العصر بلقب (الملك الإنسان).
فلا غرابة أن يحظى من اتصف بتكلم الصفات، وتحلى بتكلم السجايا، بذلكم السيل الجارف من حب مواطنيه، وأن ينال ذلك الفيض العظيم من مشاعرهم وأحاسيسهم الفياضة، وأن يسكن في قلوب شعبه وبين جوانحهم.
وقد ظهرت تلكم المشاعر النبيلة عندما تم إعلان نجاح العملية الجراحية التي أُجريت لمقامه - حفظه الله - فأصبحت قلوب كل المواطنين تخفق بحبه، وألسنة أبناء شعبه تلهج إلى الله بالدعاء أن يحفظ لها قائدها الملهم، وإمامها الرحيم بها، وعندما جاء ذلك الإعلان التاريخي من الديوان الملكي بخروج الملك المحبوب من المستشفى، وتمتعه بالصحة والعافية، انطلقت تلكم الأفراح العفوية، والاحتفالات التلقائية التي عمت جميع أرجاء بلاد الحرمين الشريفين، وعلا البشر محيا جميع أبناء الوطن، وانطلقوا يهنئ بعضهم بعضاً بسلامة الوالد القائد، ويستبشرون بقرب عودته إلى أرض الوطن، وينتظرون على أحرّ من الجمر ذلك اليوم الذي يكحلون به أعينهم برؤيته بين ظهرانيهم، يحقق آمالهم، ويقود مسيرة تطورهم، ونمائهم، ونهضتهم، والمحافظة على مكتسباتهم ومقدراتهم ومقدساتهم.
ذلك الموقف الرائع من جميع أفراد الشعب، وتعلقهم بقائدهم، يجعل كل منصف يجزم بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحتل المرتبة الأولى بين جميع قادة العالم - بدون منازع - من حيث تعلق شعبه به، وحب مواطنيه له، وقربه منهم، والتفافهم حوله؛ لأنهم يرون فيه والداً رحيماً قبل أن يروا فيه ملكاً شجاعاً، ويرون فيه إنساناً يفيض بالمشاعر الإنسانية قبل أن يروا فيه قائداً ملهماً، ويرون فيه تواضع الصالحين، قبل أن يروا فيه هيبة رجل الدولة، فكان من ثمرات ذلك أن أطاعه شعبه حباً وولاء، واتبعوه هيبة وجلالاً، وشتان بين تلكم الطاعة المبنية على الحب والإجلال، والانقياد المبني على التسلط والخوف.
ذلك هو قائدنا، وملكنا وباني نهضتنا، وخادم مقدساتنا، الملك الجليل، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، وأطال عمره، وأسبغ عليه نعمة الصحة والعافية، وأقر عين شعبه بعودته سالماً معافى، إنه سميع مجيب.
* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والقانونية