|
الجزيرة- سعود الشيباني
يواصل التلفزيون السعودي القناة الأولى برنامج همومنا لقاءاته مع المطلوب أمنيا جابر جبران علي الفيفي والذي سلم نفسه مؤخرا للأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بعد انضمامه لتنظيم القاعدة باليمن.
وكان العائد قد تطرق بالحلقة الماضية للعديد من الملفات، بدءا من مرحلة النشأة والتكوين وكيف نشأ جابر الفيفي في أحضان مدينة الطائف ثم انتقل بعد ذلك في مراحل متعددة إلى أن وصل به الحال والمآل إلى أفغانستان، ومن هناك أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومن بعدها تعددت المراحل التي خاضها جابر حتى مرحلة الانتقال ورحلة الانتقال إلى معتقل غوانتانامو.
وقال الفيفي:» انتقلنا من باكستان إلى أفغانستان وسلمونا للأمريكان في باكستان، ثم انتقلنا عن طريق الطائرات إلى معتقل في مطار قندهار تابع للقوات الأمريكية، وبعد ذلك إلى معتقل غوانتانامو، وأول وصولنا بدأوا في التعذيب الشديد لنا بأسلوب قاسٍ جداً، حيث تعرضنا للضرب وكانوا يحملوننا بقسوة ويقذفوننا وتعرضنا لإصابات ونحن معصوبي العيون».
وقال الفيفي:» بعد ذلك بدأت التحقيقات الأولية وأجبروني التوقيع على ورقة مضمونها إذا حاولت الهروب سوف يقتلك الحراس، مشيرا إلى أن الرحلة استغرقت يومين تقريبا للمعتقل وعانيت الأمرين منها وقد أصبت بصداع شديد وأبلغت المترجم حيث صرف لي حبوبا أنام فترة وأستيقظ وبعد وصولنا تركونا فترة طويلة على أرض خرسانية وفي حالة تحرك أحد منا نتعرض للضرب من قبل الحراس. بعد ذلك نقلونا لمخيم وتم أخذ البصمات، وطلب منا أن نكتب رسالة للأهل بهدف معرفة خطك وطبعاً كانت تتم معاملتنا بالشد والضرب حتى وصولك الزنزانة، وعندما وصلت الزنزانة كان هناك إجراءات معينة هي: (عدم إخراج يديك خارج البطانية، ممنوع الآذان ممنوع الصلاة الجهرية، ممنوع التحدث مع الشخص القريب منك). فيما أجبرونا على حلق اللحى وبعضنا تم حلق حاجب له وتركوا الآخر. كما أنه في حالة الاستفسار عن اتجاه القبلة لا يرشدونك بذلك».
وأضاف: كثرت الإشاعات عن مكان تواجدنا البعض يقول في أوروبا والآخر في أمريكا وثالث يقول بدول الخليج، ولم ندري إلاّ بعد ثلاثة أشهر حيث كشف لنا المترجمون بأننا بغوانتانامو في كوبا. وبين الفيفي قائلا : تعرضت للتهديد بالقتل طيلة الفترة التي قضيتها وهي (5 سنوات) تقريباً أكثر من مرة وبعض المعتقلين فقدوا عقولهم بسبب ما تعرضوا له من تعذيب وممارسات غريبة داخل المعتقل. مشيرا إلى أن هناك أشخاصا عملوا عمليات جراحية حيث تم توقيعهم على أوراق إنه في حالة وجود جزء يستلزم الاستئصال فسوف يقومون بإستئصاله من دون الرجوع إليك وتم إجراء (20 عملية). مشيرا إلى وجود مصابين داخل المعتقل قبل القبض عليهم وتم إجراء عمليات لهم.
وقال الفيفي: إن محققين جدد كانوا يحضرون إلينا كل (4 شهور) يحضر ويسألونك نفس الأسئلة الماضية. كما أن أغلب الأطباء كانوا جددا قد تخرجوا للتو ويمارسون التدريب علينا، وكشف الفيفي عن مروره بعدة تحولات داخل المعتقل حتى إنه قال لهم ما الفائدة من الانتظار وصرف لنا طعام لماذا لا تقتلوننا ونريح ونرتاح وكل ذلك بسبب الضغط النفسي من ناحية الوضع داخل المعتقل والتعذيب الذي يمارس ضدنا، مشيراً إلى أنه تنقل بين خمسة سجون وكل سجن يختلف عن الآخر. وقال: إن أكثر ما آلمنا بداخل المعتقل هو بعدنا عن الأهل وعدم معرفة وضعهم.
وقال الفيفي: عندما أبلغتني اللجنة العسكرية والمحامي بأنني سأرجع لبلدي لم أصدق وكان خبرا سارا للغاية لحظتها، وقلت لمن حولي لن أصدق حتى أشاهد علامة السيفين والنخلة على الطائرة، وبعد وصولي لأرض المملكة قابلت الأهل والأقارب وخضعت لبرنامج المناصحة، أحسست بطعم الحياة الكريمة وقابلت رجالا يحترمون الناس ويعطونهم حقوقهم دون ظلم أو تعذيب أوعدم احترام ليس كما حدث لنا بمعتقل كوبا، مشيراً إلى أنهم خلال تواجدهم بمركز الأمير محمد بن نايف كل شهر كانوا يخرجون للأهل لمدة أسبوع. وبعد خروجي من مركز الأمير محمد بفترة بدأت تساورني الانتظام لتنظيم القاعدة باليمن بعد اتصالات مع المطلوب سعيد الشهري، وسوف نكشف ذلك بالحلقة القادمة.