ليس وحدها أفعال وأقوال الحكومات الإسرائيلية، ولا الانحياز السافر من القوى الدولية الكبرى، ولا التجاوزات التي يرتكبها حاخامات اليهود المتشددون، ولا فشل المسيرة السياسية والمفاوضات في أدنى ما يستحقه الفلسطينيون من حقوق شرعية.. ليس كل هذا فقط ما يدفع الفلسطينيين إلى التخلي عن الأدوات التي أراد المجتمع الدولي والقوى الفاعلة أن ينتهجوها للحصول على حقوقهم، الأدوات التي تبتعد عن العنف وتسلك سبل التفاوض والحوار.
الفلسطينيون الذين حوصروا بالمواقف السلبية من القوى، التي قادت جهود التسوية لإحلال السلام في المنطقة العربية، وجدوا أنفسهم يندفعون للتخلي عن الآليات التي أرادوا تلقينهم إياها أو تلقيمهم إياها.
جملة مواقف وأفعال وأقوال بدأت تفرض حضورها على الفلسطينيين للتخلي عن كل محاولة لمسايرة المجتمع الدولي وإرادة إنجاز حل سياسي يُنهي المشكلة بتحقيق بعض من حقوق الفلسطينيين الشرعية، مع الإبقاء على الكيان الإسرائيلي قوياً مدعماً بأمن قوي.
والقناعات التي أخذت تتسع لدى الفلسطينيين لم تعد مقصورة على القيادات الفلسطينية، بل امتدت إلى الشرائح الشعبية التي تغذيها وتدفعها الأفعال والأعمال غير الإنسانية ولا النظامية التي يرتكبها المستوطنون واليهود المتطرفين، وآخرها ما قام به مستوطنون من تجريف أراضي بلدة مسحة غرب دينة سلفيت بالضفة الغربية، كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وأهالي بلدة سلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى من جهة وشرطة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.
وإضافة إلى هذه الأحداث فقد سجلت المتابعة الصحفية ما يجري في قرى ومدن الضفة الغربية من مواجهات متعددة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وقد لاحظ المتابعون عودة الشبان الفلسطينيين إلى الاستعانة بالحجارة وذلك بقيام شبان فلسطينيين منذ بداية الأسبوع برشق سيارات المستوطنين بالحجارة في أكثر من موقع بالضفة الغربية، خاصة في قضاء قلقيلية وقرية عين يبرد قضاء رام الله، وبلدة بيت أمر قضاء الخليل؛ ما يؤشر بعودة فلسطينية إلى الاستعانة بالحجارة لوقف اعتداءات المستوطنين وتعنت قادتهم السياسيين وإهمال القوى الدولية.
JAZPING: 9999