يختتم المنشود هذه السنة 2010 م بيوم القراء، الذين طالما أثرى بعضهم كاتبتهم بتعليقاتهم ومداخلاتهم وحواراتهم، وشدوا من أزرها بحسن الظن بها وبفكرها والدعاء لها، برغم أن البعض الآخر قد ارتأى أسلوبا آخر في نهج الرفض والإقصاء والدعاء عليها. وفي كلٍّ خير! فأبناء مجتمعي مني وأنا منهم ولا أنسلخ عنهم إطلاقا مهما خالفوني الرأي، وأرجو ألا أذوب بمن صفقوا لي وشجعوني.
في المقال الحزين (ورحلت أمي مزنة) واسى القراء كاتبتهم المكلومة وأسرتها الحبيبة في مصابهم بفقد أمهم فجزاهم الله خيرا. والحق أنني أشكر كل من تفضل بتعزيتي وأسرتي والدعاء للمرحومة أسكنها الله فسيح جناته.
عبر مقال (لحوم سليمة، ولحوم مسمومة!) تفاجأت بالكم الهائل من التعليقات التي تؤيد ما ذكرته برغم توقعي بعض الردود القاسية التي تحمل الإقصاء والتشكيك، وقد كانت، ولكنها قليلة مقارنة بالردود التي ترفض تعظيم الأشخاص. وأجمل تلك الردود دعاء إبراهيم محمد غروي بقوله: (اللهم وفق رقية الهويريني إذا كانت على منهج الحق والسنة والفضيلة، أما إذا كانت على منهج الباطل وتعادي أهل الدين وثوابتنا الدينية، فإني أسألك لها الهداية إلى طريق الصواب والحق) وصاحبة المنشود تشكر الأستاذ إبراهيم على حسن خلقه، ورجاحة عقله، وتؤكد له وللقراء الكرام أنها على منهج الوسطية الصحيح الذي ارتضاه لنا الله عز وجل، وسنَّه وسار عليه سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن لا أحيد عنه أبدا.
تفاعل القراء مع مقال (هل أنت فاشل؟ لماذا؟) فعلق القارئ الكريم خالد الدخيل بأن الرؤيا هي الأحلام التي تراها ولا يراها الآخرون، أما الرسالة فلها آليات للتطبيق وقد تمتد نهايتها سنوات عدة، ويقترح أن يحدَد الهدف ويبدأ ببداية السنة ثم يقاس في نهايتها ما أمكن تحقيقه. جميل هذا التحليل ياخالد. ويرى حسن حماد (أن الفاشل هو الذي يؤمن بالحظ فلا يحالفه، ويؤكد على الإيمان بالقضاء والقدر وأن كل شيء مكتوب عند الله) والتخطيط ووضع الأهداف يا حسن لا يتنافى مع القضاء والقدر!
يبدو أنني فتحت النار عبر المقال الساخر (متعودين يا سيدتي الإماراتية، متعودين) حيث جاءت بعض الردود غاضبة ومدافعة عن الرجل السعودي وأنه من الطاهرين البررة برغم أنني استثنيت في مقالي بعض الرجال الشرفاء ذوي الشهامة والمروءة، ولكن الاستثناء لم يعجب البعض فراحوا يمجدون الرجل. كما كانت بعض الردود مؤيدة وصريحة، والطريف تبادل الرجال والسيدات التهم ونسيان الموضوع. ولا يعني أن التعليقات خلت من السخرية والطرافة حيث يقول القارئ رابش: (حتى الإمارات فيها سعودي يهمش وينتحل ويزور؟! والله ما حنا بسيطين يالسعوديين حتى على المستوى الإقليمي!). بينما القارئ الجريء ناصر أخوان يقول بشجاعة: (قد تكون بعض النساء البسيطات الساذجات هن بالواقع رجال من البسطاء السذج يكتبون بمعرفات نسائية من باب الغش والتدليس خاصة أن هناك من أفتى لهم بجواز التدليس على من يخالفهم الرأي؛ لذا نرى كثيرا من المداخلات بمعرفات نسائية يدعين بأن وضعهن في أحسن حال وأنهن معززات ومكرمات ومحسودات من نساء الأرض ومصطلحات مثل (الدرة المكنونة والجوهرة المصونة) ووصل الأمر بهم أو بهن إلى سب وشتم الكاتبة بعدم التدخل أو الكتابة عن الظلم الواقع على النساء) والواقع يا ناصر أن بعض القراء يتصور أن كل ما نكتبه إما معاناة شخصية أو بهدف الإخلال بالثوابت ومحاربة الدين ومعاداة أهله والمساس بالرموز، أو الدعوة لتمرد المرأة على الرجل. بينما دور الكاتب توضيح الحقيقة وكشف الأقنعة المتوحشة باسم الدين ومصطلح الحفاظ على الفضيلة والشرف من خلال التشدد وفرض الوصاية على المجتمع والمرأة بالتحديد برغم أنها وصلت لمرحلة من العلم والثقافة، وفهم للنصوص الشرعية الصحيحة بلا غش ولا تدليس.
rogaia143 @hotmail.Comwww.rogaia.net