من حق كل قناة فضائية أن تروج لنفسها بالأسلوب الذي تراه مناسباً وبالشكل الذي يضمن لها تسويقاً مقبولاً؛ لا يصل إلى حد الابتذال أو الامتهان الذي تمارسه بعض المقاطع الإعلانية في مختلف الفضائيات
هذه القاعدة (الأدبية) لا يمكن تطبيقها على الفضائيات (الخاصة) التي لا تمثل حكومات أو جهات رسمية قد لا تحتاج إلى هذا النوع من الإعلان (الشائك)، فما بالك إذا كان ذلك المشهد التسويقي يبعث على الضحك والشفقة معاً ؟!.
لم تزل بذهني صورة ذلك الأب وهو يركض (حاسر الرأس) صوب تلفاز منزله -بحماس منقطع النظير- ليقوم بتلك القفزة (البهلوانية) في الهواء لينتهي به المطاف على تلك الأريكة (الوثيرة)، ليتطاير من جانبيه أبناؤه وزوجته ليقوموا أيضاً بحركات (جمبازية) لا تقل خطورة و(روعة!) عن قفزة مُعِيلهم؛ ليديروا بعد ذلك التلفاز على القناة (إياها)..؟!، ورؤوسهم تتوامأ يمنة ويسرة من البهجة والسعادة والهناء؛ احتفالاً بمشاهدتهم لهذه القناة التي استغرب خلوها من أي حس تقييمي لهذه الإعلانات التي تبثها بين الفينة والأخرى فهل يجهل المسؤولون فيها أن هذه الشاشة وأي شيء يعرض فيها سيعطي انطباعاً غير مريح عنها.
أقول وقد قلت سابقاً بأن مثل هذه الفضائيات تدور في فلك العالم لتبحث عن أي مشاهد قد يقتنصها دون أن تشترط لوناً أو جنسية ؛ فإذا وقعت عينا أحدهم على ذلك الإعلان الترويجي الذي تبثه مثل هذه القناة أو غيره على نفس القناة أو حتى في القنوات الأخرى فماذا سيكون انطباعه !، أترك الإجابة على هذا السؤال إلى المسؤولين عن هذه القناة.