|
جدة - عبدالله الدماس - خالد الصبياني
أعادت أمطار شهدتها جدة يوم أمس إلى ذاكرة ساكنيها بكارثة سيول الأربعاء التي شهدتها المحافظة في شهر ذي الحجة من العام قبل الماضي، وسط تخوف وهلع شديد من سكان بعض الأحياء وبخاصة الشرقية للمحافظة من تكرار كارثة السيول مرة أخرى، حيث شهدت مدينة جدة يوم أمس أمطاراً تراوحت ما بين متوسطة إلى غزيرة على بعض الأحياء في المحافظة، وتمركزت غزارتها في المنطقة الشمالية والتي شهدت أمطاراً غزيرة وارتفاعاً في منسوب المياه. فيما لما تشهد الأحياء الشرقية إلا القليل من الأمطار.
مما دفع بعض مدارس التعليم العام إلى السماح بخروج الطلاب وإخلاء المدارس تحسباً لأي طارئ قد يحدث نتيجة الأمطار وسط استنفار كبير من قبل الجهات الأمنية.
وأوضح العميد عبدالله جداوي مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة بأن إدارته ومنذ التحذيرات التي سبقت الأمطار ليوم أمس أخذت في استعداداتها منذ وقت مبكر حيث عمدت فرق الحماية المدنية والتي انتشرت في عدد من أحياء جدة تحسباً لأي طارئ قد يحدث نتيجة الأمطار، وعمدت تلك الفرق إلى تحذير المواطنين والابتعاد عن المناطق الخطرة وأماكن تجمع الأمطار، وأضاف العميد جداوي بأنه لم تسجل أية حوادث نتيجة الأمطار مطالباً في الوقت ذاته المواطنين بالابتعاد عن أماكن تجمع المياه ومواقع الخطر أثناء هطول الأمطار.
وفي الوقت الذي شهدت فيه شوارع جدة ازحادماً وارتباكاً للحركة المرورية بسبب تداخل بعض السيارات في بعض التقاطعات، بيَّن مدير مرور محافظة جدة العميد محمد بن حسن القحطاني بأن دوريات المرور تواجدت في الإشارات والتقاطعات نظراً لتعطُّل بعض الإشارات المرورية وارتباك حركة السير بفعل الأمطار، مشيراً إلى أنّ أغلب الحوادث كانت بسيطة وتم التعامل معها في الوقت ذاته.
من جهته أوضح المتحث الرسمي بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن الفرصة لازالت مهيئة لهطول المزيد من الأمطار، مشيراً إلى أن ما شهدته المحافظة من أمطار ليوم أمس كانت خفيفة، ولم تشهد المحافظة بكاملها غزارة أو ارتفاعاً كبيراً في منسوب المياه، وقال إن الأرصاد حذرت خلال الأيام الماضية من هطول هذه الأمطار على المحافظة بناء على التوقعات التي رصدتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
منوهاً إلى أنه وبناء على التوقعات التي تتابعها الأرصاد فإن المحافظة ستشهد أمطاراً خلال اليومين القادمين.
وأضاف القحطاني بأن التحاليل والتوقعات توضح بأن هناك ظهوراً للسحب الركامية الرعدية الممطرة على مناطق شمال غرب المملكة وبخاصة المناطق الساحلية منها تشمل منطقة الوجه وينبع والمدينة المنورة وأملج وتبوك، تمتد إلى منطقتي الجوف وعرعر، حيث يتوقع هطول أمطار قد تكون غزيرة على تلك المناطق تسبق بنشاط في الرياح السطحية وأتربة مثارة قد تؤدي إلى عواصف ترابية كما تنشط الرياح السطحية في البحر الأحمر حيث تصل سرعتها إلى أكثر من 55 كم/ساعة ويصل ارتفاع الموج إلى أكثر من مترين ونصف المتر وتزداد نسبة الرطوبة خلال ساعات الليل والصباح الباكر على الساحل الشرقي للمملكة قد تؤدي إلى تكون الضباب.
من جهتها أعلنت الخطوط الجوية العربية السعودية تعليق رحلاتها منذ هطول الأمطار إلى أن تتحسن الحالة الجوية ليتم استئناف ومعاودة العمل.
وأوضح مساعد المدير العام للعلاقات العامة بالخطوط عبدالله الأجهر أن ذلك التعليق يأتي وفق تحذيرات نتلقاها من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وأن تعليق الرحلات يأتي حفاظاً على سلامة المسافرين بعدم إقلاع الطائرات في مثل تلك الأجواء، موضحاً بأن الرحلات ستستأنف في وقت لاحق في حالة اعتدل الجو وفق تقارير التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
من جهة أخرى وجهت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة المستشفيات كافة لتكون في حالة جاهزية كاملة وكذلك فرق الطوارئ لتكون على أهبة الاستعداد حيث تم حصر أسرة العناية المركزة بالمستشفيات ووحدات الدم مع تجيهيز سيارة تموين طبي متنقل للتوجه السريع إلى أي موقع حسب الاحتياج. وأوضح الدكتور سامي باداود مدير صحة جدة بأن إدارته لديها خطة طوارئ خاصة لاستعداد المستشفيات والفرق الطبية حيث يتمثل خط الدفاع الأول لصحة جدة في المستشفيات الثلاثة - مستشفى الملك فهد -ومستشفى الملك عبدالعزيز - ومستشفى الثغر، حيث إن هذه المستشفيات مجهزة بالكامل تحسباً لأي طارئ، كما أن خط الدفاع الثاني المتمثل في المستشفيات التخصصية التابعة لوزارة الصحة بالإضافة إلى مستشفيات القطاع الخاص جميعها موصولة في غرفة عمليات طوارئ صحة جدة التي من خلالها يتم إيصال كل بلاغات الدفاع المدني إلى جميع المستشفيات.
إلى ذلك ذكرت أمانة محافظة جدة أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات أهمها إبلاغ البلديات الفرعية والإدارات المشاركة في خطة طوارئ الأمطار والسيول والتنسيق مع الدفاع المدني والدوريات الأمنية والمرور، ومن ثم تمرير أي بلاغ طبي للشؤون الصحية تحسباً لمواجهة الموقف، وحيث تم تحديد مواقع تجمع الأمطار حسب تقرير البلديات الفرعية المرسل لغرفة العمليات يوم أمس، بالإضافة إلى إدارة تصريف مياه الأمطار والسيول بمتابعة وإشراف من مدير عام المياه، حيث باشرت أعمالها في فتح الشبكات وتنظيفها لتسهيل دخول مياه الأمطار، وتم تعميد الناقلات الخاصة بمتعهدي إدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية من قبل مدير عام الإدارة، والاستفادة من ناقلات الأهالي، كما تم توجيه شركات النظافة للمواقع لمباشرة عملها بالدعم البشري والآلي (الناقلات، المضخات، والمكانس) بإشراف ومتابعة مدير عام مشاريع النظافة ومساعديه، وتم تعميد الشركات والبلديات الفرعية، حيث تم التنسيق مع مدير المكافحة الحشرية برش مواقع تجمع المياه مثل البرحات وفتحات التصريف ومجاري السيول وغيرها من المتضررة.