الجزيرة- وهيب الوهيبي
أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على أن الوزارة معنية بمواجهة الأفكار الضالة وهو واجبها، والمحافظة على الأمن هذا واجب كل مسلم والأمن في القرآن أعم من كونه الأمن على النفس والعرض والمال الذي تتولاه الجهات الأمنية، واجبها أن تتولى الأمن على الأنفس والأمن على الأموال والأمن على الأعراض والأمن على العقول، أما الأمن على الدين وهو الأمن الديني فهو مشترك منوط بكل الجهات الأمنية، والجهات الشرعية لأنه واجب إسلامي وواجب عقدي وهو منوط بالجهات المختصة من أهل العلم بالجهات الدينية والجهات الشرعية منوط بها المحافظة على الأمن الديني أكثر وهذه الكلمات الثلاث دائماً تتداول الأمن الديني الأمن العقدي الأمن الفكري.
وأشار عقب افتتاحه إلى ورشة العمل الثانية لمديري فروع الوزارة، ورؤساء لجان ندوات الأمن الفكري وتعزيز الوسطية في المناطق التي نظمتها وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد التي عقدت أمس الأول الثلاثاء.. وأشار إلى أنه ظهرت تيارات في الإسلام تريد الزيادة في الجهاد، تريد الزيادة في التعبد، تريد الزيادة في التقرب إلى الله تعالى لكنهم كانوا على غير الهدى والصواب لذلك قال الله - جل وعلا - في شأن أمثالهم: {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} فليس الشأن في كثرة العمل، أو بروز العمل وليس الشأن في قوة الغيرة، وليس الشأن في قوة المنافحة عن أحكام في الدين أو بعض أموره التفصيلية، إنما الشأن كل الشأن في الذي تميزت به الأمة، وتميز به أهل السنة والجماعة وذكروه في عقائدهم الحرص على الصواب، الصواب لا يعني الكثرة بالضرورة بل قد يعني أحياناً عدم ذلك ولهذا جاءت كلمات الأئمة في أن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً صواباً، خالصاً أي ما يراد به وجه الله تعالى، وأن يكون صواباً على وفق السنة، وعلى عقيدة أهل السنة والجماعة بعيدة عن عقائد الخوارج، والمعتزلة ومن شابههم فيمن يرون الخروج أو يرون انتقاص الصحابة أو انتقاص أهل العلم رضي الله عن الصحابة أجمعين ورحم الله أئمة الإسلام.
ولفت إلى أن من الأمور المنوطة بنا في الأمن الفكري أو الأمن العقدي أو الأمن الديني بعامة هي تحصين الناس والتحصين الذي نتج منه هذه، فكرة التحصين أو برنامج التحصين العام الأول والثاني نتج منه برامج كثيرة للوزارة، مشيراً إلى أن مفهوم التحصين أن يكون هناك خطاب لعدد من الناس، أولاً خطاب لطلبة العلم في أن يرفعوا مستوى المواجهة لهذه الأفكار الضالة والالتزام بطريقة أهل السنة والجماعة في المواجهة وعدم التبرير لهؤلاء في أي عمل من أعمالهم وهذا كان هدف وصلنا إليه في درجة من الدرجات، لا يجوز أن يكون هناك تساهل أمام العامة في أي نوع من أنواع التبرير للغلط العقدي وهناك فرق بين تفسير الأشياء وبين تبريرها، فيه أشياء كثيرة يستعملها الناس تفسر الأحداث تفسر الانحراف لكن لا تبرر له.
وأبان أن هذا البرنامج الندوات الشهرية لتعزيز التحصين ورفع مستوى الإدراك لدى الموجهين من طلبة العلم ومن خطباء الجوامع وأئمة المساجد، وهذا هدف إستراتيجي في أن يرتفع مستوى الفهم والإدراك، لافتاً إلى أن موضوع الأمن العقدي أوالأمن الديني أوالأمن الفكري بخصوصه وتعزيز الوسطية له جوانب متعددة، وله موضوعات كليه، وأمور تفصيلية، فارتفاع مستوى الإدراك لدى المؤثرين من طلبة العلم والعلماء والدعاة والخطباء والأئمة، ومن يتصلون بسبب مع وزارة الشؤون الإسلامية لابد من رفع هذا المستوى لذلك جاءت تفصيلات الندوات الشهرية والتي لا نكتفي فيها بثمانين ندوة أو تسعين ندوة أو مئة.
وأكد على أن الوزارة لابد أن تستمر على الأقل ثلاث سنوات لأن الهدف لابد أن نرى أنه تحقق وهو ارتفاع مستوى الإدراك للمواجهة، مشيراً إلى أنه صدرت الكثير من الفتاوى لهيئة كبار العلماء حول الإرهاب، وحول أعمال الفئة الضالة وحول حرمة المسلم، وحرمة المستأمن، وبعض العلاقات المحلية والعلاقات الدولية وما أشبه ذلك، وكان المفترض أن الناس يستوعبون مثل هذا وينسجون منه ويفرعون عليه لأنهم طلبة علم ويعلمون الأحكام لكن الذي حصل أن كان فيه هناك ضعف في فهم تفاصيل موضوعات الأمن الفكري في الخاصة، فكان من الضرورة ألا نكتفي بالنشاط العام لدى الوزارة وتعميماتها لفتاوى هيئة كبار العلماء والقرارات وكثرة الإبلاغ للخطباء للتعرض لموضوعات كان لابد من رفع مستوى الفهم والإدراك حتى يمكن أن يشاركوا في هذه المواجهة.
كما رأى معاليه أن هناك خللاً في التفكير، وهو جزء مما ينبغي أن يعالج في ندوات الأمن الفكري في التفكير في الحكم على الأشياء ما بين مبالغة في أنه لا يهتم بأي خلل وما بين مبالغة في أنه يجعل من كل خلل موبقة، أو مكفر، أو ضرر عام على الإسلام، وهنا يأتي دور المنهج المعتدل في تربية الناس عليه، فالمنهج المتوسط المعتدل الذي وصف الله به هذه الأمة بقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} فسرها السلف وسطاً قالوا عدلاً خياراً لأنهم سلكوا هذا السبيل فهم خيار لأنهم ابتعدوا عن الطرفين، طرف الغلو وطرف التساهل، أو طرف الجفاء، لهذا جاء عن علي - رضي الله عنه- أنه قال: (عليكم بالنمط الوسط الذي يرجع إليه الجاهل ويقتدي به العالم).