حالفني الحظ أن اطلعت على (معجم أسبار للنساء السعوديات) الذي تم تأسيسه لإبراز الدور الإبداعي والقيادي والإنجازي للمرأة السعودية بإشراف لجنة إشرافية من سيدات المجتمع السعودي برئاسة الدكتورة دلال مخلد الحربي - رئيسة لجنة الإشراف النسائية وعضوية كل من الدكتورة مي عبدالعزيز العيسى والدكتورة نوال سليمان الثنيان وكذلك الأستاذة هداية الدرويش والأستاذة حنان سليمان الثنيان إضافة إلى الدكتورة صباح صافي والدكتورة لمياء باعشن والأستاذة ريهام حسن صبيح وغيرهن العديدات من نساء وسيدات المجتمع السعودي وكذلك مجموعة من الدكاترة والمثقفين ورجال الأعمال الأكارم.
وحديثي اليوم لا يتعلق بالتعريف بمعجم أسبار للنساء السعوديات، فنحن وأنتم وهن يعلمن أن للمعجم كفاءات وعلى مستوى عال من المعرفة للتعريف به، ولكن موضوعي يتعلق بالمبدعات السعوديات بصورة عامة. ونحن معشر الذكور نعلم أيضاً علم اليقين أن أخواتنا (الإناث) لسن في حاجة إلينا لإبراز مساهمات المرأة السعودية في مختلف مجالات الحياة العلمية والعملية، أو توثيق السير الذاتية للنساء السعوديات المبدعات منهن في الحياة عامة والعمل بصورة محددة وخصوصاً في القطاعين الحكومي أو الخاص، لأننا جميعاً نعلم علم اليقين أنهن أي (نساء بلادي) قادرات لأن يثبتن ذلك بالعمل لا بالقول لأن المثل الذي يقول: «إن اليد التي تهز المهد بشمالها, قادرة أن تهز العالم بيمينها».
علاقتي مع هذه المبدعة بدأت قبل أن أزور هذه الحياة في رحلتي التي لا أدري ستستغرق كم من الزمن. بدأت علاقتي الروحية والإنسانية والاجتماعية والعاطفية المليئة بالعطف والحنان منذ زمن بعيد, حيث كان أول ارتباط وثيق وصادق قبل أن ألد مع الإنسانة التي أمضيت في أحشائها تسعة أشهر.. حملتني وحرستني وحافظت عليّ من كل مكروه وهذا أقوى إبداع قامت به أمي وحدها وبعناية من الله سبحانه وتعالى.. ثم ولدتني وكبرت وترعرت في أحضانها الدافئة ووجهتني الوجهة الناجحة في حياتي الدراسية ساهرة الليل ومتحملة صعوبات الحياة إلا أنها لم تتركني أو تهملني حتى تخرجت من جميع المراحل الدراسية، وهذا إبداع يسجل لوالدتي يرحمها الله... ثم انتقلت إلى أحضان امرأة أخرى هي زوجتي ومن خلالها ومعها أسسنا أسرتنا الناجحة وأنجبنا أولادنا وأخذت على عاتقها كأم مهمة أن تربيهم تربية صالحة ناجحة.. وهذا في حد ذاته هو إبداع لا نقدر نحن الذكور أن نحققه من دونها مهما بذلنا فهي المدرسة التي علمت الأجيال.
ثم خرجنا للمجتمع الكبير والذي نحتاج فيه دائماً إلى ضم جهودنا مع نصفنا الآخر (المرأة) إن كانت طبيبة - مهندسة - مدرسة - محامية - إعلامية - فنانة تشكيلية - بروفيسورة - سيدة أعمال أو في أي قطاع المهن الإدارية، نجد أن المرأة السعودية تحمل على عاتقها عبء إدارة جميع ما يخص المجتمع عامة، وما يخصها في مجالات العمل المختلفة، فشغلت مراكز قيادية في الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص، كما زاد عدد الإداريات في الجامعات والبنوك والوزارات وغيرها من المصالح. ولا يفوتني هنا وأنا أتحدث عن إبداعات المرأة السعودية لابد أن أعرج على قطاع الفنون حيث إن عجلة الفن التشكيلي السعودي تدور بسرعة لتواكب التقدم العربي والعالمي كما يتضح من العدد الكبير من المعارض الفنية التشكيلية، والتصويرية، التي أقامتها أو شاركت فيها فنانات سعوديات بعضها داخل المملكة والبعض الآخر في الخارج.
أخيراً.. أحب أن أهنئ جميع من ساهم في إبداع تأسيس (معجم أسبار للنساء السعوديات) الذي من خلاله استطاع الجميع أن يعرف المزيد عن شريكة حياته والتي استطاعت من خلال الظروف التي لم تكن سهلة أن تتسلق الجبال وترفض أن تبقى في حفرة الظلام أو كما قال شاعرنا العربي أبو القاسم الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
عاشت المرأة السعودية مبدعة.. منجزة.. ملتزمة بدينها.. بأخلاقها.. بعاداتها الإسلامية العربية.
- الرياض