لقد سرني ما قرأته على صفحات صحيفة الجزيرة حول تكفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء بتكاليف تزويج 1000 يتيم ويتيمة، والحقيقة أن هذه الخطوة خطوة رائدة وكريمة لا يقوم بها إلا من جعل خدمة المسلمين هدفه، وهي لا شك هدية غالية جداً على أبناء هذا الوطن المعطاء، حيث كانت لفتة أخوية لأبناء وطنا الغالي، ونظرة شمولية لاحتياجات شباب هذا الوطن العظيم، وعلى رأس قائمتها إكمال نصف الدين.
إلا أن سموه جمع بين أكثر من هدف عظيم، الأول المساهمة في اعفاف الشباب في عصر كثرت فيه المغريات المنصبة من كل حدب وصوب، وعلى رأس قوائمها الإعلام المرئي والمقروء والمسموع الموجه على الشباب المسلم بالذات لإخراجه من عباءة الإسلام، والعفة، والاتزان الخلقي والديني، والعادات والتقاليد السامية التي يتصف بها الشاب السعودي، وفي عصر أصبحت المعيشة فيها شيء من الصعوبة لتأمينها في خضم غلاء الأسعار، وكثرة الحاجات والمتطلبات الشخصية والأسرية.
أما الهدف الثاني فهو التكفل بإعانة فئة من المجتمع حث على مساعدتها ديننا الحنيف في الكتاب والسنة، حيث أتت لفظة اليتامى مقترنة بذوي القربى في أكثر من موقع في كتاب الله الكريم تعظيماً لجزيل ثواب من يمد يد العون لهذه الفئة التي تمر في ظروف إنسانية صعبة تستحق المساعدة والوقوف معها ممتثلا لما جاء في كتابه الكريم.
قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (البقرة 215).
كما تأتي الأحاديث الكريمة مؤيدة لذلك في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين «وأشار بالسبابة والوسطى»).
وكما هو معروف لم تتوقف عطاءات الأمير عبدالعزيز عند حد ذلك ففي كل ناحية تجد العطاء والخير تجد الأمير عبدالعزيز قلباً وقالباً، وهذا ليس بغريب على سموه الكريم، فهو ابن بار لهذا الوطن الحبيب والذي ينطبق عليه قول الشاعر:
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلُجَّتُهُ المعروف والجود ساحله
تراه إذا ما جئته متهللا
كأنَّك تعطيه الذي أنت سائله
تعوَّد بسطَ الكفِّ حتى لو انه
ثناها لأمرٍ لمْ تُطِعْهُ أنامله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتقِّ الله سائله
شكراً للأمير عبدالعزيز بن فهد على ما قدمه وما سيقدمه، وأجزل الله له المثوبة والأجر.