وَفِي الصَّبَاحِ سَألْتُهَا:
أَسَعِيدَةٌ أَنْتِ حَبِيبَتِي ؟
رَفَعَتْ رَأْسَهَا قَلِيلاً
نَظَرَتْ إِلَيَّ
فَإِذَا بِحَيِاءِ الدُّنْيَا يَكْسُو وَجْنَتَيْهَا!
بَدَتْ عَلَيْهَا رَغْبَةُ الْهَمْسِ
لَكِنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ !
فَرَاحَتْ بِنَظَرَاتِهَا تُرَاقِبُ أَنَامِلَهَا الرَّقِيقَةَ وَهِيَ تُدَاعِبُ بَعْضَهَا بَعْضاً!
ثُمَّ أَلْهَبَتْنِي بِنَظْرَةٍ أُخْرَى.. ثُمَّ سَكَتَتْ!
فَابْتَسَمْتُ
وَمَعَ آخِرِ رَشْفَةٍ
قُلْتْ:
أَتَدْرِينَ حَبِيبَتِي:
لِقَهْوَتِنَا الْيَوْمَ مَذَاقٌ خَاصْ!
لِمَ بِرَأْيِكْ؟
أَلأنَّنِي أَعْدَدْتُهَا بِنَفْسِي؟
اسْتَجْمَعَتْ قُوَاهَا
وغَمَرَتْنِي بِإِشْرَاقةِ جَبِينِهَا
وَهِيَ تَقُولُ:
لا حَبِيبِي،
بَلْ لأَنَّهَا جَمَعَتْنَا فِي مَكَانِنَا الْخَاصْ؛
حَيْثُ النَّظْرَةُ تُهَامِسُ النَّظْرَةَ!
وَالْبَسْمَةُ تُدَاعِبُ الْبَسْمَةَ!
ثُمَّ حَاوَلَتْ قَوْلَ الْمَزِيدْ!
لَكِنَّهَا أَيْضاً لَمْ تَسْتَطِعْ
فَعَادَتْ إِلَى أَنَامِلِهَا!
ثُمَّ إِلَى نَظْرَتِهَا.. ثُمَّ سَكَتَتْ!
فَاقْتَرَبْتُ منها مُبْتَسِماً
وَهَمَسْتُ: (أُحِبُّكْ) !