التغيير في حياة الإنسان ضرورة ومطلب صحي في كثير من شئون الحياة والاستمرار على حال بعينها يسبب الملل والكآبة والخمول في خلايا الذاكرة والجسم مع مرور الزمن وترسبات السنين والاستسلام للراحة حيث يشعر الإنسان بثقل الروتين والتكرار في الاستدامة على خط سير معين.
ومن التغيير ومن خلال تجربة جاءت بقرار مصيري وصعب الانتقال بالعمل لموقع آخر أفضل بل وأميز من السابق ولأجواء صحية وبما يصاحبه من سلبيات كثيرة بسبب الانتقال والبعد فإن له إيجابيات بلا شك، فمن الصعوبة أن يترك الإنسان مسقط رأسه وأصدقائه والكثيرين من أفراد الأسرة الذين هم عزوته وزاده، وأيضاً أسلوب الحياة اليومية خلال ساعات الليل والنهار إلى عالم جديد في العلاقات والتعامل مع مجتمع غريب عليه بعاداته وتقاليده المختلفة بعض الشيء حتى الأجواء والأماكن بالإضافة للوجوه التي يقابلها والمتغيرة في المساجد وبعد صلاة الجمعة والأسواق ومواقع المناسبات وهذا تغيير شامل في حياة الشخص، وهنا المحك هل يكون هناك تجاوز لبعض السلبيات والتغلب عليها والصبر والتصبر أو تراجع في منتصف الطريق قبل نهاية المشوار.
هنا يكون الامتحان أقوى رغم كل العقبات التي تواجه الإنسان في الحياة الجديدة، وهذا ما لمسته وعايشته كما أسلفت وبسبب حب الإنسان وتعلقه بالمهمة المناطة به عقلياً وذهنيا والتي تتقاسم مع كريات الدم الحمراء والبيضاء لابد من التضحية لتحقيق الهدف وأن صاحبه سهر الليالي ومكابدة المجهول. قد ينسيه هذا التعلق والحب للعمل الكثير من السلبيات، ويمكن تجاوزها عندما تتلاقح الأجواء والمؤثرات، ويكون الموقع ذا خصوبة ثرية وتقبل من المغير نفسه حينما يطوع الوضع الجديد لصالحه حتى يقضي على السلبيات لو وجدت مع ضرورة طي الملفات السابقة التي عاشها كل مغير في حياته وإحالتها لأرشيف الزمن. ولمقبرة النسيان إلا ما كان منها إيجابياً وليس بالضرورة أن يكون التغيير مع الاستمرار. أنا أنصح بالتغيير حتى لوقت محدد وستكون النتائج بلا شك فتاكة.
al-obaid-001@hotmail.com