يمر عام 2010 محملا بما حملنا به.. بكل الفرح، بالبهجة، ببعض الحزن وبعض ما أثقل به كاهلنا، يذهب أيضا ببعض الأحبة الذين اختارتهم الحياة الأخرى لنبقى نقتات ذكراهم، يبكينا فراقهم ويسلينا بعض ما نملك من أشيائهم التي تؤلم أكثر وتحك الذاكرة بشيء من اللوعة.
ولأن الحياة محطات متتالية في كل محطة لا نتوقف إلا لنسير من جديد ونتابع المشوار فالعبرة فيما نحمل للمحطة الأخرى وما تثقل به أمتعتنا من متاع لا نعود للتخلص منه في مشوارنا الطويل.
الحياة كتاب يحفظ كل ما نخطه على صفحاتها وكل ما يلهمنا الآخرون لكتابته، وحين نعود لمراجعته يتحول إلى شريط سينمائي نترقب كل لحظة فيه ونتأمل أن يكون مكللا بما نشتهي، الحياة هي الحصاد لأعمارنا والتي نحملها فيما بعد في اللوح المحفوظ لنقف في يوم الحساب لنرى خيرا أو شرا حملت موازيننا.
هذا اليوم هو آخر يوم في هذا العام ندق أبواب الذاكرة بكل ما أوتينا لا لنتوقف بل لتهبنا فرحها وتتوجنا بحصاد ما مر، وبالرغم من كل شيء فما أجمل ما تحقق لنا لذا لن نعتب على 2010 لأنه حملنا من الفرح والبهجة أكثر مما علق بنا من الحزن والألم، فالقلوب الحية نابضة دوما لا يتخثر نبضها إلا وتعود من جديد لتستمر حياتها إن كانت هناك الإرادة وحب الحياة والإيمان القوي بها.
في الغد ستبدأ أجندة عام جديد، آمل أن يكون عام بهجة وتفاؤل وعطاء وآمل أن تكون قلوبنا الصغيرة قد غسلتها الغيمات بالبرد والعطر وصفحاتنا مشرقة كصفحات نهار مشرق بالحياة والنور، ودربنا مكلل بالنجاح، ولن أنسى أبدا أن تكون حكمتي في الحياة تلك التي حفظتها من معالي وزير التربية والتعليم الكويتي جاسم المرزوق وأنا ابنة الثامنة «من جد وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل».
أيها الأحبة كل عام وأنتم بخير وخير العام القادم بإذن الله عودة سيد البلاد عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله..
من الشعر والبحر:
لي.. مع البحرِ موعدٌ للحنينِ
وموعدٌ للإيابْ..
مع الغيمِ لي شرفةٌ للبكاءْ..
في الصحاري البعيدةِ
لي خيمةٌ من سماءْ
«وبيتٌ تخفقُ الأرياحُ فيهِ»
لي عباءةٌ من نسيجُ الصباحاتِ
تشفُّ أسرارَ قلبِ الفتاةْ
وحينَ يحينُ المساءُ
أعودُ وألبسُ ظلَّ المساءْ..