|
جمع الدكتور سلمان العودة بعض المقالات التي كتبها قبل سنوات في كتاب بعنوان «شكراً أيها الأعداء» وقال: كم أشعر بالسعادة والرضا حينما أتذكر أنني تجرعت بعض المرارات من إخوة أعزة ربما لا يروق لهم هذا الوصف ولكنني أقوله صادقاً لأني أعلم أن ما بيني وبينهم من المشتركات يفوق بكثير نقاط الاختلاف.
هذه المدن الجميلة لا تخلو من نفايات بيد أنه ليس من الحكمة أن تضع النفايات في عربة وتطوف بها على الناس لتؤذي بها عيونهم وأنوفهم وتفسد أذواقهم.
حرارة الإيمان التي كان يفترض أن نحولها إلى طاقة إيجابية فاعلة للتحفيز والتواصل والأخلاق والتفاؤل تحولت عند بعضنا إلى أداة للقصف والإقصاء والحصار والإطاحة.
وقال د. سلمان العودة أيضاً: أسوأ صناعة في الحياة هي صناعة الأعداء.. وهي لا تتطلب أكثر من الحمق وسوء التدبير وقلة المبالاة لتحشد من حولك جموعاً من الغاضبين والمناوئين والخصوم.
وقد علمتني التجارب أن من الحكمة الصبر على المخالفين وطول النفس معهم واستعمال العلاج الرباني بالدفع بالتي هي أحسن.
وقال في موضع آخر: شكراً أيها الأعداء فأنتم من علمني كيف أستمع إلى النقد والنقد الجارح دون ارتباك وكيف أمضي في طريقي دون تردد ولو سمعت من القول ما لا يجمل ولا يليق.
شكراً أيها الأعداء فأنتم من شحذ الهمة وصنع التحدي وفتح المضمار وشرع السياق ليصبح المرء شديد الشح بنفسه كثير الجدب عليها حريصاً على ترقبها وتحريها لمقامات الرفعة والفضل.
وتحت عنوان «المسؤولية الفردية.. قال د. العودة: إن حل مشكلات العالم يبدأ من النفس ومسيرة ألف ميل في إصلاح الأمة تبدأ بخطوة إصلاح النفس أولاً، إن الفرد المسلم اليوم تأخذه أحداث المسلمين وظلامتهم التي تتفجر في كل مكان عن أدواء النفوس ومشاكل التفكير وأساليب تطوير الفرد المسلم التي هي بمعنى ما جزء من حل الأزمة العامة فإن الأفراد الكامنين خلف المسميات العامة والجمعيات والمؤسسات هم جزء لا يستهان به من قوة التأثير وإن لم يذكرهم التاريخ أو الناس.
ودعا د. سلمان العودة إلى التدرب على الصبر والسماحة فهي من الإيمان.. وقال: مرن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم وتسلم عينيك لنومة هادئة لذيذة..
سامح الذين أخطؤوا في حقك والذين ظلموك والذين حاربوك والذين نسوا جميلك.
وكما تغسل وجهك ويدك بالماء فعليك أن تغسل قلبك.