|
جدة - عبدالله الزهراني
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس أن السيول تسببت في وفاة رجل وثلاثة أطفال في منطقة شرائع النخل بضواحي العاصمة المقدسة، كما تسببت السيول في سقوط عدد من المنازل بحي الصواعد وحي أم الخير وإصابة رجل أمن بإصابات بالغة في مدينة جدة.
واستعرض أمير مكة خلال لقاء صحفي عقده مساء أمس بمنزل سموه بجدة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، استعرض آخر المستجدات بخصوص الأمطار التي هطلت على منطقة مكة المكرمة يومي أمس الأول الأربعاء وأمس الخميس، مبيناً أن هطول الأمطار شمل المناطق والأحياء في مكة المكرمة وجدة والطائف وخليص ورابغ، متوقعاً سموه هطول مزيد من الأمطار بإذن الله.
وأوضح سمو أمير مكة أن منسوب كمية الأمطار في مدينة جدة وصل إلى 27 ملم يوم الأربعاء فيما ارتفع المنسوب ليوم الخميس إلى 50 ملم.
وبين سموه أن فرق الدفاع المدني وطائرات الإنقاذ التابعة له وكافة الفرق والأجهزة ذات العلاقة قد تمكنت بفضل الله من السيطرة على الوضع وإنقاذ 200 شخص في عدد من أحياء جدة، مؤكداً سموه أن الوضع ولله الحمد مستقر وبحالة جيدة ولا يزال تحت السيطرة حتى الآن.
وأكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة أنه منذ الصباح الباكر كان على اتصال ومتابعة مع نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وقد وجها - حفظهما الله - بالعمل على إغاثة كل من يستحق الإغاثة وتقديم كل سبل الراحة له والرفع عن جميع التلفيات التي نشأت عن هذه الأمطار لاتخاذ اللازم.
كما بين سموه أن الوقت لا يزال مبكراً للتأكد مما إذا كانت الأمطار التي هطلت يوم أمس الأربعاء واليوم قد أثرت على المشروعات التي تنفذ في مدينة جدة أو التي لا تزال تحت الإنشاء, وبين أن كل حادث هو اختبار حقيقي للأجهزة الأمنية وكفاءتها وهناك أمور قد تخفى على المواطن العادي، مطالباً في الوقت ذاته وسائل الإعلام بإعطاء الجانب الإيجابي حقه بقدر الجانب السلبي ومعبراً في نفس الوقت عن سعادته لجاهزية الأجهزة الحكومية في منطقة مكة المكرمة والتي تشهد تقدماً وتطوراً وتسير خطواتها بانتظام.
وكشف سمو الأمير خالد الفيصل عن دراسة قائمة لتطوير شرق مدينة جدة ودراسة أخرى لإزالة السدين فيها وتطوير حي أم الخير الشعبي أو إزالته بأسرع وقت ممكن إذا اقتضى الأمر، مشدداً على أن المخاطر والسلبيات لن تزول عن مدينة جدة إلا إذا اكتمل مشروع الصرف الصحي.
وبالنسبة لمنطقة شرق جدة أعلن سمو أمير منطقة مكة المكرمة عن دراسة وأفكار طرحت لتنفيذها وتم كذلك الانتهاء من المخطط التطويري الشامل لها، مؤكداً أن عملية التنفيذ سوف تبدأ مباشرة بعد الانتهاء من دراستها.
وفيما يتعلق بمشروع مجاري السيول الذي نفذ جزء منه، أشار سموه إلى التوجيه السامي للجنة تقصى الحقائق حيث أمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بإحالة كل متورط إلى الجهة ذات العلاقة حسب اختصاصها.
وبشأن التعديات على بعض الأراضى لفت سموه إلى المرونة وفترة السماح الممنوحة من قبل الدولة ولكن هناك فئة لا تزال مصرة على تلك الممارسات وهو أمر لا يرضي أحدا والمطلوب من وسائل الإعلام أن تتعامل مع الأمر بواقعية وألا تصور الأمر وكأن المنازل قد تهدمت على رؤؤس ساكنيها في أراضي التعديات، لافتا سموه إلى أن البعض من هذه المنازل تبنى خفية خلال الليل على أملاك الدولة وأملاك الغير والدولة تعرف هذه المناطق جيدا ولديها صور ومخططات رسمية موثقة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الدولة حريصة كل الحرص على إسكان أبنائها ومواطنيها وتحويل حياتهم إلى حياة الرفاهية والكرامة، لكن ذلك لا يجب أن يكون بالسطو على أراضي الغير.
من جانبه أوضح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة أن الأمطار كانت يوم أمس الأول غزيرة على مناطق شمال جدة وبقوة 27 ملم فيما كانت في جنوب جدة أقل كثافة، واليوم ارتفعت قوتها إلى 50 ملم، ولا توجد سيول وكل ما حدث كان ناتجاً عن كثافة الأمطار والوضع العام بحمد الله مستقر.
كما لفت مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء جزاء بن غازي العمري إلى الاستعدادات والانتشار لجميع القطاعات الأمنية ذات العلاقة منذ وقت مبكر وبخاصة رجال المرور رغم الصعوبات التي واجهتهم في مناطق تجمع السيول وتم اتخاذ إجراءات احترازية مثل تحويل المسار من طريق الحرمين إلى مسار كوبري الخير إلى أن عاد الوضع إلى طبيعته كما كان.
وأعلن اللواء العمري أن اليوم قد شهد 38 حادثا مروريا وبعض الإصابات، وهي حوادث عرضية وليس لها علاقة بالأمطار.
فيما أكد مدير عام الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة اللواء عادل بن يوسف زمزمي أن الوضع سيعود بإذن الله إلى حالته الطبيعية خلال أيام قليلة، فيما لا تزال عمليات الإنقاذ والإخلاء مستمرة حتى الآن.