جدة - عبدالله الدماس - عبدالله الزهراني

أخلى الدفاع المدني بعض سكان شرق جدة وتحديداً ساكني فلل «أم الخير» وذلك بواسطة طيران الدفاع المدني حيث غمرت المياه جميع الأدوار السفلية مما حدا بالأهالي إلى اللجوء إلى الأسطح والأدوار العلوية هرباً من مداهمة السيول لهم فيما استخدم الدفاع المدني القوارب المطاطية لإخراج بعض السكان العالقين في إماكن تجمع المياه شرق المحافظة، وكان سكان جدة قد استيقظوا صباح أمس الخميس على صوت الصواعق والبرق جراء الأمطار التي هطلت بكثافة وغزارة شديدة مصحوباً بالرياح القوية التي كانت وكشفت الأمطار عن جملة من مشاكل التصريف والتي بدأت واضحة في عدد من الأنفاق والتقاطعات في الشوارع والميادين العامة فقد أغلقت الجهات الأمنية أنفاق طريق الملك فهد مع تقاطع طريق الملك عبدالله وذلك جراء امتلاء النفق بكمية كبيرة بالأمطار فيما كانت قد أصيبت العديد من الشوارع باختناقات مرورية عجزت معها الدوريات الأمنية والمرور بسبب تعطل الكثير من المركبات وسط المياه.

وأوضحت أمانة جدة أنها تواصل والجهات المعنية جهودها المكثفة لإزالة الآثار السلبية لتجمعات مياه الأمطار التي هطلت على المدينة أمس، حيث بدأت الأمانة في شفط تجمعات المياه من الشوارع الرئيسة، وأمام الجهات الحكومية، والمساجد. مسجلة بذلك عددا من الأنفاق في ارتفاع منسوبي المياه بسبب زيادة المياه عن طاقة المضخات وتم دعم العمل فيها وبعد توقف الأمطار تم تحرير المياه وذلك في أنفاق الملك عبدالله والملك فهد (الستين).

وأوضح المركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة أنه جرى تحديد مواقع تجمع مياه الأمطار في الشوارع الرئيسة وتوجيه وايتات وتناكر الشفط إليها، ومن أبرز المواقع التي يتم التعامل معها طريق الملك عبدالعزيز، طريق المدينة، شارع الأمير سلطان، منطقة شرم أبحر وحي الأجواد ببريمان، دوار الفلك والآية، أمام هيئة المساحة الجيولوجية، فيما سيتم التعامل مع تجمعات المياه في الشوارع الفرعية عقب الانتهاء من شفط تجمعات مياه الشوارع الرئيسة. وأشار المركز إلى أن وحدة تصريف مياه الإمطار والسيول باشرت أعمالها في فتح الشبكات وتسهيل دخول مياه الأمطار، مضيفا أنه تم الاستعانة بالوايتات حيث تواجدت أكثر من 30 ناقلة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية وأكثر من 60 ناقلة من وايتات الأهالي، بالإضافة إلى 25 ناقلة تابعة لشركات النظافة بخلاق المكانس والمضخات حيث تم توفير 20 مضخة مبدئيا، فضلا على 6 شيولات، وجرى توزيع المعدات المناطق التي تم حصرها خاصة في شمال ووسط جدة. وفور سقوط الأمطار باشرت إدارة المياه بتشغيل فتحات تصريف مياه الأمطار في المناطق المغطاة بشبكة تصريف، وما يزيد على 70 مضخة موزعة في أنحاء مختلفة من مدينة جدة. وأفاد المركز الإعلامي أن محطات الضخ موزعة على عدة مناطق بجدة منها أربع مضخات في محطة البلد، مضختان في محطة نفق الكورنيش، مضختان في نفق محطة البيعة، مضخة واحدة في نفق محطة العلوي، مضختان في محطة نفق تقاطع الملك فهد مع طريق المدينة، مضختان في محطة نفق الملك عبدالله مع تقاطع طريق المدينة، مضخة في محطة الواحة، 38 مضخة في محطة الإسكان، 12 مضخة بمحطة الزهراء، 3 مضخات بمحطة الخالدية، 3 مضخات بمحطة نفق السلام، ومضختان في نفق الزهور. وأكد المركز أنه منذ تلقي بلاغ الرئاسة العامة للأرصاد بهطول أمطار على جدة، أعلنت حالة التأهب وتطبيق خطة الطوارئ للأمطار، التي تتضمن تحديد المواقع الحرجة في المدينة، أماكن تجمع المياه سواء كانت في الشوارع الرئيسة أو الفرعية أو أمام الجهات الحكومية والمدارس والمساجد، نشر فرق ميدانية للبلديات الفرعية بها والعمل على معالجة سلبياتها في أسرع وقت ممكن، وتوزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدي غرفة العمليات مسبقا والتي تتجمع فيها مياه الأمطار للتدخل في الحوادث وتقديم المساعدة.

وأبلغ الجزيرة المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني بأن الرئاسة مازالت تحذر من احتمالية هطور أمطار إلى اليوم الجمعة وذلك وفق التحاليل والتوقعات التي تعمل عليها الرئاسة طوال اليوم منوها بأن الرئاسة تعمل على إبلاغ جميع الجهات المعنية أولا بأول حتى يتم اتخاذ الحيطة والحذر. وأكد القحطاني بأن هناك بيانا يتم إصداره من الرئاسة بشكل يومي يوضح حالة الطقس عن كل يوم مضيفا بأن أمطار يوم أمس كانت قد توقعتها الرئاسة في وقت سابق وذلك بهطول أمطار رعدية تسبق بنشاط في الرياح السطحية قد تصحب بزخات من البرد وذلك على منطقة مكة المكرمة والأجزاء الساحلية منها رابغ، جدة وتتجه جنوباً حتى الليث والقنفدة ومن ثم مرتفعات الطائف والباحة. وتمتد هذه الخلايا الممطرة على منطقة المدينة المنورة، حائل والقصيم وحتى الأجزاء الجنوبية من منطقة الحدود الشمالية ولا يستبعد أن تشمل الأجزاء الشمالية من منطقة الرياض صباح الغد، كما تنشط الرياح السطحية على البحر الأحمر تصل سرعتها إلى أكثر من 60 كم/ساعة مع ارتفاع الموج.

من جهته أوضح مساعد مدير عام الخطوط العربية السعودية للعلاقات العامة عبدالله بن مشبب الأجهر عن تأثر 25 رحلة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة من جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت صباح أمس منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشر ظهراً، حيث عادت جميع الرحلات وعددها الإجمالي 97 رحلة قادمة ومغادرة من مطار جدة إلى وضعها الطبيعي.

من جهته أوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة جده الدكتور سامي باداود بأن مستشفيات جدة أعلنت جاهزيتها وحالة الطوارئ تحسبا لاستقبال أية حوادث قد تقع لا قدر الله منوها بأنه وبالإضافة إلى المستشفيات الحكومية فقد تم إعلان جاهزية حوالي 13 مستشفى خاصا و490 طبيبا ومسعفا وممرضا.

وأوضح العميد محمد القحطاني مدير مرور جدة أن الأمطار الغزيرة قد تسببت في إغلاق العديد من الطرق الرئيسية والأنفاق في المحافظة منها طريق الحرمين ونفق طريق الملك عبدالله والستين والكورنيس وذلك لارتفاع منسوب المياه الهائل القادمة من شرق جدة، كما تم إغلاق عبارتين في حي السامر، بالإضافة إلى سقوط عدد من أعمدة الإنارة في الشوارع وشلل تام في عدد من الإشارات المرورية الضوئية، مشيراً إلى أنه ولله الحمد لم تتلقَ عمليات المرور حتى تاريخه أي بلاغات عن حوادث وإصابات تستحق الذكر.

وبين اللواء عادل زمزمي مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أن الوضع في المنطقة مطمأن ويسر وفق الخطة الموضوعة له، مشيراً إلى عدم تسجيل أي حالات غير طبيعية تذكر في كافة المواقع، سواء بلاغات عن تجمعات للمياه في بعض الأماكن وجريان بعض الأودية الصغيرة مثل وادي حجر في رابغ، كما سجلت بعض الطرق في جدة ازدحامات مرورية بسبب تجمعات المياه.

من جانبه أوضح المتحدث الرسمي بالمديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة الرائد عبدالله العمري أن تأثيرات الأمطار محصورة في جدة حتى إعداد هذا التقرير في منطقة شرق الخط السريع ووادي قوس، مشيرا إلى أنه يوجد تحرك للسيل وتجمع مياه في وادي مريخ بشكل عام بالإضافة إلى تجمع كبير للمياه بشرق الخط السريع. موضحا بأنه تم استخدام القوارب المطاطية في إنقاذ بعض ساكني فلل أم الخير وبمشاركة طيران الدفاع المدني جراء الأمطار والسيول التي غمرت الفلل. ولفت العمري إلى أن أحد المجمعات السكنية وهو مجمع (أم الخير السكني) قد غمره المياه بجميع أدواره السفلية، واحتجاز السكان بالأدوار العلوية، كما تم قطع الكهرباء وفصلها عن كامل السكن.

وأضاف العمري أن هناك حركة سريعة للسيل في منطقة الحرازات، مؤكدا على جاهزية فرق إنقاذ الدفاع المدني المنتشرة في جميع المواقع بأفرادها وآلياتها والطيران العمودي والقوارب المطاطية.

وبين ساهر الطحلاوي مدير ميناء جدة الإسلامي أن الحالة الملاحية توقفت تماماً في مرافق الميناء منذ الساعة الثالثة فجر أمس وإيقاف أي حركة دخول أو خروج من الميناء حتى حين إعداد هذا الخبر، مؤكدا عودة الحركة الملاحية بعد انتهاء العاصفة وورود التطمينات والتوجيهات من أجهزة الرصد الخاصة.

من جهته أكد خالد بن عبد الله الخيبري المتحدث الرسمي بالهيئة العامة للطيران المدني أن الحركة الجوية عادت إلى وضعها الطبيعي في مطاري الملك عبد العزيز الدولي في جدة والأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة وذلك بعد أن أدى هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة إلى تحويل بعض الرحلات إلى مطارات المملكة الأخرى.

وأوضح الخيبري أن سوء الأحوال الجوية التي شهدتها مدينتي جدة والمدينة المنورة أدت إلى تحويل عدد من الرحلات إلى مطارات المملكة القريبة الأخرى.

وأضاف الخيبري أنه منذ بداية العواصف الرعدية وهطول الأمطار في صباح اليوم الخميس كانت الأحوال الجوية سيئة في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة وأدى ذلك إعادة رحلة السعودية إلى جدة بعد إقلاعها من جدة متجهة إلى المدينة كما تم تحويل رحلة الطائف كانت في طريقها إلى المدينة إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومن الرياض أيضا كانت هناك رحلة متجه إلى المدينة تم إعادتها إلى جدة وأضاف إن مطار الملك عبد العزيز شهد أيضا إعادة رحلات كانت في طريقها إليه بسبب العواصف الرعدية وهي رحلة السعودية قادمة من تبوك وتم إعادتها إلى مطار تبوك الإقليمي ورحلة السعودية قادمة من مطار شرورة إلى جدة وتم تحويلها إلى مطار الملك عبد الله بجازان ورحلة تابعة لشركة ناس كانت قادمة من صنعاء تم تحويلها إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة.