على طريقة وثائق ويكيليكس، وفضائحيتها، تحدث أحد اللاعبين القدامى ممن سبق لهم تمثيل أحد الأندية الشهيرة، عن بعض الأعمال والاعتقادات الخاطئة لدى بعض الرياضيين، ومنها الإيمان المطلق بما يسمونه «الدنبوشي»، وتحدث إلى قناة فضائية عن قصص واقعية حدثت لهم، وما وجدوه في بعض المعسكرات من استخدام لطلاسم، أو مخلفات حيوانات نافقة للترهيب، والإيحاء النفسي، وكيف تحولت إشارة لاعب بيديه قبل بداية المباراة تجاه فريق الخصم، إلى كابوس للاعبين، ما لبثت أن تحولت إلى نتيجة كبيرة في صالح فريق اللاعب.
وقد كانت بالفعل هذه الاعتقادات شائعة حتى أصبح مصير الفوز والخسارة - والعياذ بالله - يعلق على قوة العمل «الدنبوشي» الذي كان الفريق يستخدمه، وناسين أو متناسين قوة الله وقدرته واسمه الأعظم الذي لا يضر مع اسمه شيء.
وامتد تأثير الاعتقادات من الملاعب الرياضية إلى المنازل والأعمال، ومن الفلوات إلى الخلوات حتى إذا ما كان هناك طالب كسول ورسب في الامتحان، قال بأنه «معيون» أو «مسحور»، والموظف غير المجيد إذا ما لمس من المدير تعاملاً حازماً عزى ذلك إلى أن المدير أساء لعلاقته به، وهكذا!!
وإذا كان الوعي الديني والثقافي قد تطور عن ذي قبل، وأصبح الناس يميزون بين الحقيقة والخرافة، والعلم والجهل، والنافع والضار والحلال والحرام فترة من الزمن، ولكن وسائط الاتصال الحديثة من فضائيات، وأجهزة حاسوب يدوية ومكتبية، وجوالات، أسهمت في سرعة انتقال المعلومة، وسهولة الحصول عليها في الخير والشر بالإضافة إلى أنها أصبحت مدخلاً من مداخل الجهل والخرافة، وأصبح المشعوذون يسوقون بضاعتهم عبر هذه الأجهزة، فأصبحت بعض القنوات متخصصة في استضافة الدجالين، وأصبح للمشعوذين والسحرة والدجالين صفحات على الإنترنت، وأصبحت خدماتهم عابرة للقارات عن طريق البريد الإلكتروني، والرسائل الشخصية، والاتصالات المباشرة.
وفي هذا الوقت، فإن جهل البعض وحماقتهم، قد أدت إلى انتشار الشائعة والبضاعة الفاسدة في المجتمع، فرسالة واحدة قد تصل إلى عشرات الآلاف من الأشخاص بمجرد بثها من مصدرها، حتى إذا ما انطلقت عبرت الآفاق، وتقاذفتها وسائط الاتصالات يمنة ويسرة، وكم من خرافة ودجل انتشرت بين أوساط الناس، وصدقها مَنْ صدقها دونما تثبت، وقد أدت بعض هذه الرسائل إلى التشويش على عقائد الناس وأفسدت بيوتاً، وفصلت أزواجاً.
والسحر حقيقة لا يمكن إنكاره، ولكننا قبل هذا نؤمن بأن كل ما يحدث في هذا الكون بقضاء الله وتقديره، ولا يجوز نسبة شيء في هذا الوجود إلى أي خلق من خلقه، ولا ننفي أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سبباً، والله تعالى يقول: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ }، والإصابة بالعين أيضاً حق، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يقول الله تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}، فالنظرات الحاقدة والحاسدة تؤثر بلاشك، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل علينا كلاماً مباركاً من كتابه الكريم كآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين بالإضافة إلى سورة البقرة كاملة، وعلمنا رسوله صلى الله عليه وسلم أدعية وأذكاراً نتقرب بها إلى الله بالدعاء، ونحصن بها أنفسنا وأولادنا، ونحميهم من عيون الإنس والجن، ومن شرورهم، وما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء ولم يجعل شفاء الناس فيما حرم عليهم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم فيه الهدى والشفاء.
خاتمة:
(أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير) والزم الأدعية المأثورة.