مفاجآت المطر كانت تبهج النفوس، فيتراكضون للنوافذ والساحات..، يعبؤون في أكفهم قطراتها، ويجمعون في أوعيتهم صبيبها..., يغتسلون بها.., من جفاف أيامهم..فهي زائر حميم بالرواء.., والشذى.., والتطهير..,
المطر، المفردة الثرية الفارهة بمحبة الكائنات الأرضية لها..،
لا أحد على الأرض لا يحبها، فسُحبها تتهادى..., وغيماتها تتمادى..، وقطراها توغل، وهي, ترتهج فرحاً بهذا الحب الشاسع في قلب كل نابض...
مع أن المطر، حين يسقط في عتوِّ..، يُشقي الكائنات، يغرقها من حيث يسقيها، ويشتتها من حيث يرويها، ويخنقها من حيث يحييها، و يميتها من حيث يعطيها..،
لكن الناس.., قد تفاهمت معه على مواعيد الريح، وقسوة الحضور...
عرفت مواعيد الريح تسبقه فتعصف.., والبحر يتلقاه فيهيج.., والإنسان يرصده فيتقيه..
بالأمس، «جدة» .. كانت في قبضة المطر..,
مرت بها قوافله، بريحها فأنذرت.., وبمائها فسطت،...
فعاد الصغار لدورهم.., واستنفرت طاقات المكافحين وأدركت..
فلا يؤمن المطر..,
وكما يُحذر من الطير تتخطف من أعالي الشجر أحلى الثمر...
يُحذر المطر..
كل شيء في الحياة ضدان..
حتى المطر...
كل كائنات الأرض، والسماء تتعاقب عليها متغيرات..
وكذا المطر...