الجزيرة- هبة اليوسف:

احتفلت جمعية المكفوفين الخيرية بالرياض (كفيف) باليوم العالمي للإعاقة بفندق القصر الأبيض وسط حضور كثيف من الكفيفين والكفيفات الذين رأوا أن المعاق بصريا بات شخصا مكبلا في ظل التوسع العمراني الذي فرض وجود الأرصفة لزاما لحركة المشاة عموما والأطفال خصوصاً.

وأضافوا: ظهور الهندسة الجمالية للمدن مثل أحواض الزرع والنوافير والعلامات المرورية وأعمدة الإنارة إلى جانب الحُفر والمرتفعات والمنزلقات في الشوارع والأرصفة وخصوصاً في العاصمة الرياض تمثل عراقيل قد تسبب الضرر للكفيف جراء اصطدامه بها موجهين نداء لأمانة مدينة الرياض بسرعة حل هذه الأزمة التي تواجههم عند عبورهم للطرقات أو تنقلهم بمفردهم وذلك عبر العمل على تسوية الأرصفة والشوارع ووضع ترميزات وبروزات محسوسة حتى يتمكنوا من تحسسها والسير عليها دون خوف، ليمارس الكفيف أبسط حق له وهو التنقل بحرية والاستقلال بالذات وعدم الاعتماد على المرافق الذي لا يتوفر بشكل دائماً معه.

مستشهدين بتجربة دول أوروبا واليابان لمساعدة الكفيف على الاستقلال بذاته عبر وضع نقوش محسوسة في الشوارع ليتحسسها الكفيف ويسير عليها وبهذا دمجوا ذوي الاحتياجات الخاصة مع المجتمع وجعلوهم أفراد قادرين على الاستقلال بذاتهم والاعتماد على أنفسهم و قضاء حوائجهم دون مساعدة.

وأوضحت الأستاذة حصة الموسى مشرفة الإعاقة البصرية بإدارة التربية والتعليم للبنات أن اليوم العالمي للإعاقة مناسبة يطالب فيها المعاقين بصرياً بحقوقهم من كافة قطاعات المجتمع ومؤسساته بدءاً من أمانة الرياض لمؤسسة النقد ومن مصانع وشركات الأدوية ومصانع المشروبات (مرطبات, عصائر, ألبان) للخطوط السعودية والجوازات والبلديات, يتمنى الكفيف لو حققت له هذه الوزارات والمؤسسات بعض حقوقه.. باعتباره مواطنا له حقوق وعليه واجبات في هذا المجتمع فهو بحاجة للمراعاة والاهتمام بوضع التجهيزات المناسبة له في الحدائق والمنشآت والمدارس..كي تصبح البيئة المكانية مناسبة للكفيف. وأضافت: وخصوصاً المدارس لأننا بصدد التوسع في عملية دمج المكفوفين مع أقرانهم العاديين.. وكذلك وضع التسهيلات في الشوارع والأرصفة الخاصة بالمشاة مثل وضع العلامات الأرضية التي تتناسب مع المكان مشددة على ضرورة الاهتمام بالعملات النقدية كونها أداة يسهل استغلال الكفيف من خلالها فلا يستطيع الكفيف التفرق بين فئة 500 وفئة 5 ريالات على سبيل المثال مما يجعله عرضة للنصب والاستغلال مطالبة بالسعي لتسهيل استخدام العملات الورقية على الكفيف وذلك بوضع علامات بسيطة فارقة تكون بارزة ومختلفة الشكل على كل الفئات النقدية.

وفي ذات السياق أشارت إلى ضرورة الكتابة بطريقة برايل على الأدوية والوصفات الطبية كي لا يخطئ الكفيف بأخذ دواء مكان الآخر في حالة عدم وجود من يقرأ له اسم الدواء بالإضافة للكتابة داخل المصاعد في كل مرفق وخاصة المستشفيات والفنادق كي يعتمد الكفيف على نفسه ولا يصبح عالة على غيره خصوصاً أن المصاعد هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع الكفيف الانتقال خلالها للطوابق العليا إلى جانب الكتابة على علب العصائر والألبان والمرطبات كي يفرق الكفيف بينها ويختار النوع الذي يريد دون مساعدة. وأكدت الأستاذة الموسى على ضرورة الاهتمام بدورات المياه في المرافق العامة والمطارات وتصميمها بما يتناسب مع احتياجات المكفوفين لاسيما وأنها من أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الكفيف للإصابات وشددت على أهمية وضع المنزلقات في المنشآت والمؤسسات العامة والمدارس كي تسهل حركة الكفيف وتمكنه من التنقل بسهولة موجهة نداء للجوازات والخطوط السعودية لتسهيل المهام والإجراءات الشخصية للمكفوفين ومساعدتهم داخل الطائرة بالاستعانة بالصوتيات في ذكر الإرشادات وترقيم الكراسي إما بوضع العلامات البارزة أو بالكتابة بطريقة برايل وختمت بقولها: أتمنى من كل مسؤول أن يغلق عينية لدقائق ويحاول أن يتدبر أموره ليعرف معاناة الكفيف.