بصراحة، وعند نهاية كل سنة نبحث عن الإنجازات والإخفاقات ونتحدث ونتطلع إلى العام المقبل حتى أصبح الأمر وكأنه عادة أكثر منها طموحاً! وغالباً ما تكون النتيجة نفسها والكثير منها لم ينجز والمؤكّد أيضاً، أننا لا نصل إلى الحد الأدنى من التطلعات التي نصبو إليها وهذه ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هو تطلع إلى غد أفضل في ظل الواقع الحالي.
اليوم نودع عام 2010م على إيقاع سلبي لم نعهده من قبل، نودع عاماً من الإخفاق على جميع المستويات، نودعه في أجواء غير صحية أو على الأصح (مسمومة) تحمل في طياتها أنواع الاحتقان والخروج عن الروح الرياضية بعد ما تبدّدت جميع الأحلام لتعود الأمور إلى نصابها أو كما كانت على الأقل، لكن يبدو والله أعلم أن جميع الأبواب قد سدّت ولم يعد وجود فرص ولو واحدة لإبداء الاحترام المنشود.
نودع عاماً ونستقبل عاماً آخر ولا يوجد حالة رضا واحدة على الأقل على حراكنا الرياضي والإعلامي أو في تقبل كل طرف للآخر، نعم لقد شهد عام 2010م انتكاسات رياضية مهولة سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، كأس العالم يُقام عام 2010 بدون أي حضور لبلادنا سوى الحكم خليل جلال. الأندية تخسر الواحد تلو الآخر، أربعة أندية تشارك آسيوياً وتخرج قبل أن تصل للنهائي حتى كأس الخليج يستعصي تحقيقه، وما بين هذه الإخفاقات وانتظار غدٍ أفضل. غداً يبدأ العام الميلادي الجديد قد يستفاد فيه من أخطاء عدة وكبيرة سواء بعلم أو حسن نية ولكن ما يجب هو الاعتراف بها لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة. وقد يكون البداية للإصلاح لأن التطور الحقيقي في أي ميدان ينبني على المصارحة بالنقد الهادف والاستفادة من الأخطاء ووضع المصلحة العامة والعليا للرياضة فوق كل شيء، ومن هنا فإن تمنياتنا في 2011م أن تكون هناك انطلاقة حقيقية لإصلاح حقيقي يشمل جميع الجوانب ومختلف الألعاب وأن تكون هناك إستراتيجية بناءة نحقق من خلالها تطلعات شباب هذا البلد الكريم الذي يفتخر به كل من ينتمي إليه وكل عام وأنتم بخير.
في النصر ثقافة أم سوء إدارة
بصراحة لم تكن النهاية السيئة والمتوقّعة للمدرب النصراوي (زينجا) أن تتم بهذه الطريقة والشكل والمضمون لو أن إدارة النادي قد استمعت لصوت العقل والمنطق قبل أو حتى بعد التعاقد مع هذا المدرب بوقت قليل لما لهذا المدرب من سجل تدريبي غير جيد، وقد تكون تجربته مع العين الإماراتي أكبر دليل قبل أن يكون (عاطلاً) وتشفق عليه الإدارة النصراوية وتجد له عملاً ولا أعرف على أي أساس تحاسب الإدارة المدرب الآن بعد ما منحته صلاحية مطلقة بإحضار اللاعبين الذين يرغب في إحضارهم وفق رؤى أحادية من طرفه ولم تع الإدارة أن ليس كل الأمور تدار عبر التليفون والفاكس، فالمصلحة توجب وتحتم أن تكون منحصرة بين المسؤول والمدرب ووكلاء اللاعبين لمصلحة الفريق واللاعب على حد سواء ولكن لا يدرك الكثير والذين لم يمارسوا العمل الإداري في الأندية وطريقة وصعوبة الخيارات عندما يتعاقد فريق معيّن مع مدرب دون أن تكون لديه الثقة الكافية فيه فإنه يعجز عن اتخاذ أي قرار تجاه أي لاعب، والمشكلة عندما يتحوّل المسؤول أو الرئيس إلى فني ويدير ملفات اللاعبين والتعاقدات وكل ما يهم الفريق فإنه هنا يصبح الضياع والإفلاس هو المصير المتوقّع للاعب وللفريق على حد سواء وهذا يشبهه إلى حد كبير ما كان عليه الوضع النصراوي ولكن كان هذا الوضع والثقافة قد حدثت في وقت لم يكن الاحتراف هو عنوان دوري زين ولم يكن المردود المادي بالملايين من خلال شركات راعية، إلا أن ما حدث للمدرب (زنجا) هو نفس ما حدث لجويل سانتانا ولجورج آرثر وبعض اللاعبين فكل نصراوي قريباً كان أو بعيداً يتساءل: إلى متى وهذا الوضع يستمر مع كل ما هو نصراوي لقد تغيّرت الإدارات وتغيّر الأشخاص ولكن لم يتغيّر الأسلوب والتعامل والخوف أن يأتي يوم يرفض فيه الجميع التعامل مع نادي النصر حتى العاطلون منهم.
شكراً لداعم الفئات السنية
نعم، من لا يشكر الناس لا يشكر الله، هذا هو أقل ما يقدّم لداعم الفئات السنية بنادي النصر والذي يرفض ذكر اسمه وبهذا الدعم غير المعروف من الناحية العددية وكمية المبالغ التي صرفها يستحق أن يجيّر له كل هذا الإنجاز والتفوّق وعلو كعب كرة الفئات السنية بالنادي.
فقد أنشأ الملاعب المتعدّدة من حسابه الخاص وصرف ما لم يصرفه غيره على كل صغيرة وكبيرة على هذه الفئة وها هو يحصد ما زرع؛ لقد استطاعت هذه الفئة وفي فترة وجيزة أن تكسب رضا الجميع ناهيك عن النتائج الإيجابية التي كانت حصيلتها التغلب في جميع اللقاءات التي جمعت مختلف الفرق على منافسيها سواء ناشئين أو شباب أو أولمبي، لقد أصبحت هذه الفرق تفوز بالخمسة والثلاثة على أقوى الفرق وأعرقها وأكبر دليل هو فوز الفريق الأولمبي مؤخراً على شقيقه الهلالي في مسابقة الأمير فيصل بن فهد بثلاثة أهداف للا شيء وقبلها فريق شباب النصر بخمسة أهداف مقابل اثنين على الهلال، وهذا مؤشر ممتاز ويدعو للتفاؤل بمستقبل نصراوي باهر إذا ما استمر على نفس المنهجية فلو كل عضو عمل ما عملته هذه الشخصية المميزة والذي لا يبحث عن شهرة أو ظهور همه أن يكون نادي النصر في المقدمة وفي جميع الألعاب والمستويات وأقرب مثال ما هو حاصل حالياً، النادي غارق بالديون والمطالبات من كل صوب ولم نشاهد أو نسمع من قام ولو بالمساهمة ولو بشيء بسيط في حل هذه الأزمة! أين أعضاء الشرف الذين كل من تحدث أو صرح قال عضو شرف أين أنتم اليوم؟ فناديكم يناديكم إني أغرق أغرق أغرق.