ما يحدث على الساحة الرياضية هذه الأيام من تجاوزات خطيرة يجب اجتثاثها من جذورها قبل أن تستفحل وتصبح ظاهر، وبعد ذلك لا ينفع معها أي علاج ويصعب السيطرة عليها؛ حيث ستصبح مثل كرة الثلج كلما تدحرجت كبر حجمها..

فقد خرجت علينا بعض المنتديات خلال اليومين الماضيين بشائعات كبيرة تجنت من خلالها على الاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى الزعيم الآسيوي الأول، كانت عبارة عن بيان والثاني كان تصريحاً على لسان مدرب نادي الاتحاد المستقيل جوزيه..

إن السكوت على مثل هذه الشائعات من قبل الجهات المعنية بمثل هذه الأمور يضع أكثر من علامة استفهام حول ذلك، ومن الممكن أن يتجرأ من أطلقها على أشياء وأحداث أكبر من ذلك؛ فمَنْ أَمِن العقوبة أساء الأدب..

إن الشائعات التي يطلقها البعض ويحاول بها إثارة الفتن والشارع العام وفي أي مجال لا تقل عن الإرهاب الذي يمارَس بشكل آخر، بل هي إرهاب حقيقي يراد منه إثارة الفتنة وشق اللحمة والابتعاد بالرياضة وسموها وأهدافها النبيلة إلى النقيض تماماً عما تهدف إليه من رقي وتنافس شريف..

لهذا أتمنى من الجهات المسؤولة تحمُّل مسؤوليتها وتتبع منبع مثل هذه الشائعات ومحاسبة من أطلقوها وتقديمهم للمحاكمة، وكذلك معاقبة الموقع الذي سمح بانطلاق مثل هذه الشائعات من خلاله.

منتخبنا والتركيز المطلوب

أيام قليلة تفصلنا عن نهائيات كأس أمم آسيا التي تنطلق منافساتها من دولة قطر الشقيقة، ويخوض من خلالها المنتخب السعودي منافساتها وسط طموحات باستعادة اللقب الذي حققه المنتخب ثلاث مرات، ونافس عليه طويلاً، وأصبح مقترناً باسم الأخضر السعودي..

المنتخب السعودي خلال الأيام القادمة بحاجة إلى وقوف الجميع بجانبه والشد من أزره، كلٌ حسب تخصصه، سواء كان ذلك من خلال الإعلام بأطيافه كافة أو المساندة الرسمية أو الجماهيرية..

ومهما اختلفنا أو اتفقنا على هوية المدرب بوسيرو أو إدارة المنتخب أو الطريقة في التحضير أو الإعداد فالأيام المعدودة لن تغير من الواقع شيئاً؛ وبالتالي يجب أن نعطي مَنْ يعمل الفرصة الحقيقية وتهيئة الأجواء الصحية من أجل أن يترجم عمله إلى واقع ملموس ستظهر نتائجه من خلال اللقاءات التي يخوضها نجوم الأخضر في هذه المنافسة..

كل دعواتنا للمنتخب السعودي بالظفر بكأس أكبر قارات الأرض، خصوصاً أنه يمتلك ترسانة كبيرة من النجوم الذين يمتلكون الخبرة الكافية للخروج بمستوى مشرف للوطن يمكن من خلاله تحقيق أحلام وطن بأكمله..

لا عقوبة لمن يحيط بالحكام

أستغربُ ألا تصدر أية عقوبة من خلال حدثين مهمين قام بهما الفريق النصراوي على مدى أسبوعين متتاليين.. الأول كان في الأحساء في اللقاء الذي جمع الفتح بالنصر، والآخر في اللقاء الذي جمع النصر بالتعاون. ففي اللقاء الأول قام لاعبو النصر بمحاولة الوصول إلى الحكم، ومنعهم رجال الأمن، وتم الاحتكاك فيما بينهم.. وفي اللقاء الثاني قام لاعبو النصر بالالتفاف حول الحكم في مشهدين منقولين عبر التلفاز..

إن ما يُثير الاستغراب عدم صدور أي عقوبة على هاتين الحالتين، ولا أدري أي اللجان في اتحاد الكرة السعودي يخصها هذا الأمر. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل ما قام به النصراويون في هذين اللقاءين أمر طبيعي ومن الممكن تكراره من قِبل أندية أخرى؟..

وإذا كان هذا الأمر طبيعياً فأتوقع أن تزداد الحالات بعد استئناف الدوري طالما أن لوائح وأنظمة اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لا تقر أي عقوبة بخصوص مثل هذه الأحداث..

الصدارة النصراوية المخيفة

أعتقد أن تصدر فريق النصر دوري زين السعودي للمحترفين لمدة خمسة أيام هو ما صنع الأحداث في الجولتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة من هذه المسابقة..

فالنصراويون عموماً وجدوا أنفسهم فجأة في صدارة الدوري، وهذا ما لم يتعودوا عليه طوال عقد ونصف العقد من الزمن؛ وبالتالي فإن خبرة التعامل مع هذا الموقف قد خذلتهم، ولم يستطيعوا التعامل مع هذا الوضع بحكمة وروية..

وليس أدل على ذلك مما تضمنته لقاءاتهم من أحداث مثيرة كانت حديث الشارع الرياضي السعودي خلال الجولتين الماضيتين؛ فلا إدارة النصر مهيأة لمثل هذا الظرف الذي أصبح طارئاً، ولم يستطيعوا الصمود أكثر من خمسة أيام، ولا لاعبو النصر تعاملوا مع الوضع بالشكل المطلوب؛ حيث دخلوا لقاءاتهم متوترين؛ وبالتالي خسروا بالتعادل في لقاءين متتاليين..

وعلى الرغم من الضجة التي أثارها النصراويون حول التحكيم في هذين اللقاءين إلا أنهم استفادوا من أخطاء الحكام؛ فلم تكن الأخطاء تمسهم بشكل سلبي بل إنهم استفادوا منها بشكل إيجابي في كلا اللقاءين..

وما يؤكد ذلك أنهم أقالوا مدرب الفريق زينجا من تدريب الفريق؛ حيث يرون أنه أخطأ في أمور عدة أثناء سير اللقاءين، ذهبت بأربع نقاط من أصل ست كانت كفيلة ببقائهم في صدارة الترتيب أو قريبين منه بفارق نقطة فقط بدلاً من الفارق الحالي.

* محرر صحفي - جريدة الجزيرة