بهدوء وبعيداً عن أي صخب سياسي وإعلامي، أضاف قادة دول مجلس التعاون إضافة مهمة تعزز قوة المجلس وتجعل منه منظومة سياسية وأمنية واقتصادية لا يستهان بها. فبانضمام الأردن والمغرب لمجلس التعاون، تكون مسيرة التعاون والبناء المستقبلي لأبناء الأمة العربية قد اتسعت، من خلال امتداد خارطة المجلس في الخليج العربي إلى قلب العالم العربي إلى المحيط الأطلسي. وهذا الامتداد، إضافة إلى ما يمثله من تأكيد لوشائج القربى ويترجم المصير المشترك ووحدة الهدف، فإنه يُعَدُّ ترجمة لما يربط أبناء مجلس التعاون لدول الخليج العربي وأبناء الأردن والمغرب بشكل خاص، كما أنه توسيع وتعزيز للعلاقات الخاصة والسمات المشتركة التي تؤكدها الأنظمة المتشابهة التي تنتهجها دول مجلس التعاون الست والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية.
منظمة دول الاستقرار والثبات التي يضمها مجلس التعاون هي الخيار القادم والمننتظر لأبناء الأمة العربية التي شهدت وتابعت كيف تساقطت الأنظمة التي صنعتها دبابات الانقلابات العسكرية، وكيف تعاني الشعوب التي لا تزال تحت وطأة هذه الأنظمة التي خاضت تجارب الحكم محملة شعوبها العذاب والألم والاضطهاد، فتارة تستورد نظريات الحكم الشمولي الشرقي بكل سيئاته القمعية، وتارة تنهج إلى تطبيق النظام الرأسمالي المشوه الذي يضخم ثروات المتنفذين ويزيد الشعب فقراً وحاجة، وتارة يجري الخلط بين هذه وذاك لتضيع الصورة والهوية، حتى أصبح الكثير من الأنظمة التي تحكمها ورثة الانقلابيين أنظمة مشوهة لا هوية لها ولا انتماء. وحدها بقيت دول مجلس التعاون الست والأردن والمغرب تمثل أصالة النهج العربي الإسلامي، والتي ومن خلال منظومة الاستقرار التي يمثلها مجلس التعاون ستؤسس لما يجب أن يكون عليه المستقبل العربي الذي لا مناص من أن يعمل الحريصون على الانتماء العربي والهوية العربية الإسلامية أن ييمموا وجوههم صوب من يعمل لصالح العرب ويعزز أمنهم وقوتهم بانضمام العرب الصادقين ً والذين يعملون بصدق من أجل عزة العرب وأهل العرب.